الجمعة، 27 مارس 2020

علامات على طريق طويل...: محمد حسنين هيكل - لمحات إنسانية

* خالد، أنت غائبا عنا بعيدا في الكويت، لكنك في واقع الأمر معنا هنا، أو نحن معك... هناك!
                                                                                                          محمد حسنين هيكل - السبت 8 نوفمبر 1997

* الأبن العزيز خالد، حتى لو كنت أنا من تلامذة الأستاذ هيكل فبعد لقائي بك صرت أغار من هيكل!
                                                                                                        سناء البيسي - الثلاثاء 17 ديسمبر 1996

* خالد، يحب المعلومة والكلمة الحلوة ويحب الصحافة ويعشق كتابات هيكل...
                                                                                                              سمير صبحي - الأربعاء 7 يناير 1998

* عزيزي خالد، ما تقوم به أستحوذ على قصارى اهتمامي لأكتشفه، فهو يبدو لي عمل ذو أهمية، متمنيا لو اسـتطعت المساعدة!
مشروعك عن شخصية هيكل يبدو جذابا، وأترقب بتوق شديد جدا رؤية نتائجه!
                                                                                                     نعوم تشومسكي - السبت 13 ديسمبر 2003

* خالد لديه كافة الوثائق والتفاصيل عن اثنين يهيم بهما: جمال عبد الناصر ومحمد حسنين هيكل، إنه موسوعة حقيقية فيما يتعلق بهما، التاريخ والأفكار والمناسبات العامة والشخصية!
                                                                                                             جمال الغيطاني - الثلاثاء 26 فبراير 2008

* أتصور أن الوحيد القادر على كتابة سيرة الأستاذ هيكل هو صديقنا خالد عبد الهادي، الذي يشكل موسوعة هيكلية تمشي على قدمين!
                                                                                                           يوسف القعيد - الأربعاء 13 يناير 2010

* أما عن مؤلف هيكل: فأنت تشيد لبنة مركزية من عمارة يستحقها هيكل، نقدا ومراجعة وشرحا... والكتاب يبدو من مقدمته متألقا...
                                                                                                        كمال خلف الطويل - الاثنين 12 ديسمبر 2016

* هذا كاتب يعرف الكثير عن الأستاذ هيكل. من مقدمته تعرف أنه كان مقربا منه، كان تلميذا وصديقا، لم يقل لنا كيف تم هذا القرب، ولا مبرراته، لكن ما رواه عبر صفحاته، التي بلغت 341 صفحة من القطع الكبير، يشي بأنه ورغم تغريبته في الخليج وغيره، إلا أنه التقى بهيكل كثيرا، وسمع منه كثيرا، ونقل عنه كثيرا أيضا.
                                                                                                                محمد الباز - الأحد 3 سبتمبر 2017

* كتاب جديد في محتواه... شديد الثراء بمعلوماته القريبة جدا ورؤيته البحثية والتحليلية...
                                                                                                              جمال الجمل - الأحد 3 سبتمبر 2017

* آلاف المواقف واللمحات الإنسانية والثقافية غاية في الخصوصية والدقة والفلسفة كان الطرف الأول فيها بحضوره الشديد الأستاذ هيكل راقبها على مدى 25 سنة بعناية ودأب وسجلها بأمانة خالد عبد الهادي في كتابه... فكانت علامات توضع لأول مرة في كتاب على كثرة ما كتب ونشر عن الأستاذ في حياته وبعد رحيله!
                                                                                                   أنور عبد اللطيف - الجمعة 22 سبتمبر 2017

* أصف الكتاب بالوثيقة التسجيلية، لأنه بخلاف ما سرده من وقائع وشهادات موثقة، عن رؤى وأحداث ومواقف وحالات واهتمامات إنسانية في حياة هيكل، فإنه يعد بمثابة فهرس متكامل لرصيد الأستاذ الكبير المتفرد، والمتنوع ما بين المقالات والمحاضرات والكتب والحوارات الصحفية والحلقات التليفزيونية، وقد اجتهد خالد عبد الهادي بحق، ولخص هذا وذاك في اثنين وثلاثين فصلا، زاد من قيمتها وبهجتها أن استعار عنوان كل منها من أشعار الشاعر والفيلسوف المتوهج أدونيس، بجانب واحدة من الأقوال المأثورة لعالم أو مفكر أو كاتب أو شاعر أو أديب، وسواء كان العنوان أو المقولة، تجدهما دائما معبرين عن مضمون الفصل وشخص هيكل وسيرته في ذات الوقت.
                                                                                                         حسين عثمان - السبت 27 أكتوبر 2017

* عزيزي الأستاذ خالد... كتابك وفاء ومحبة... وجميل.
الأستاذ هيكل صرح ثقافي سياسي فريد. متمنيا لك تألقا أكثر.
                                                                                                                                                                 أدونيس - الأربعاء 31 أكتوبر 2017

* يكشف الكتاب، من جهة، عن العلاقة الإنسانية بين المؤلف ومحمد حسنين هيكل، ومن جهة أخرى كيـف سمحت هـذه العلاقة بمعرفة أذواق وخيارات وآراء هيكل، بما في ذلك ذوقه الموسيقي، والأكلات المفضلة، والأدب والسينما.
                                                                                              عمرو كامل زهيري - الأربعاء 15 نوفمبر 2017

* جاء هذا الصحفي المدهش خالد عبد الهادي فألجمني وهو يخط خطا فريدا من التبويب غير المطروق أو المعروف بجانب الوعي الجمالي السردي والانتقاء السلس عند الارتحال من باب لباب.
                                                                                               سيف الدين حسن بابكر - الثلاثاء 24 أبريل 2018

* أعطى الأستاذ محمد حسنين هيكل حكمته لاثنين فقط على كثرة دراويشه. الأول هو الكاتب الكبير عبد الله السناوي، الابن البكر، والثاني هو المثقف الفلسطيني خالد عبد الهادي، الذي اقترب من الأستاذ هيكل أكثر من أي شخص آخر.
                                                                                                                                                       حمدين حجاج - الأحد 16 فبراير 2020      

الأحد، 13 سبتمبر 2015

كتاب : إيران والإخوان - علاقات ملتبسة (ما بين تزوير المترجم وتزييف الوعي) !

إيران والإخوان : علاقات ملتبسة

هذا الكتاب صدر في شهر سبتمبر 2014 ، للكاتب الايرلندي فرد هاليداي Fred Halliday وقام بترجمته الباحث والمترجم السعودي الدكتور حمد العيسى ، وقام بطباعته دار مدارك للنشر ومقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة .

ما أن قرأت بضعة صفحات من الكتاب ، حتى أحسست بأنه ليس من تفكير ولا صياغة ولا أسلوب بل ولا ألفاظ الباحث الايرلندي المرموق هاليداي ! (قرأت كل كتبه المترجمة إلى العربية وهي تفوق العشرة كتب)

المترجم مع دار النشر وضعوا على صفحة الغلاف الثاني عنوان الكتاب المزعوم "Iran & The Muslim Brotherhood : 30 years of Pragmatic Relations " وترجمته بالعربية "إيران وجماعة الإخوان المسلمين : 30 عاما من العلاقات البراغماتية" . وقد بحثت عبر شبكة Google عن الكتاب ولم أعثر عليه ، ثم طرأت لي فكرة أن أترجم بضعة فقرات من العربية إلى الإنجليزية !
ووصلت ، إلى دراسة الباحث الإسرائيلي إسرائيل ايلاد - التمان Israel Elad-Altman ، وفجأة قفزت كما يقفز طائر مذعور من عشه !
شيء مما أقرأه الآن ما يذكرني على الفور ، وبشدة بشيء آخر قرأته قبل ساعة .
نبرة كأنها رنين مألوف !
أمامي على الصفحات في الفقرة الأولى من دراسة "ايلاد - التمان" ، ألفاظ ليست غريبة عني .. ولا حتى بصياغتها وألفاظها .
... لا أصدق !
الكتاب موضوع البحث هو ترجمة حرفية لدراسة الباحث الإسرائيلي "ايلاد - التمان" (هو باحث في معهد السياسة والاستراتيجية ومقره في هرتسليا) ، نفس الكلمات ، بالصياغة واللفظ !
لا تغيير ، بل أضاف المترجم (على الهوامش ما يأجج الصراع بين الطائفتين) !
وقد نشر "ايلاد - التمان" دراسته هذه في معهد هدسون Hudson Institute (معهد تأسس سنة 1961 في الولايات المتحدة ، ومقره في واشنطن ، وهو معهد تابع للمحافظين غير ربحي) .

والبحث المنشور في الكتاب المنسوب للكاتب فرد هاليداي ، منشور عبر الرابط التالي :
http://www.hudson.org/research/9850-the-brotherhood-and-the-shiite-question-
وأيضا عبر الرابط التالي :
http://www.hudson.org/content/researchattachments/attachment/1297/altman_vol9.pdf

وقد نشر "إسرائيل ايلاد - التمان" دراسته يوم الخميس 19 نوفمبر 2009 تحت عنوان "جماعة الإخوان المسلمين والمسألة الشيعية" The Brotherhood and the Shiite Question .

وقد تم استغلال حالة الصراع المرير بين السنة والشيعة في المنطقة حاليا (وأيضا لصب الزيت على النار بالنسبة لحركة الإخوان المسلمين) - أنا فكرا وتكوينا ورؤية ضد جماعة الإخوان ، ولكن لا تصل لدرجة التدليس والتزوير - ، وأيضا تم استغلال أسم الباحث الايرلندي فرد هاليداي لما يتمتع به من مصداقية لدى الشارع العربي عبر مؤلفاته عن إيران والخليج والشرق الأوسط وغيرها ، وتم زج أسمه عبر تغيير أسم المؤلف ، وأيضا تم الاعتماد على أن لا أحد يدقق في العالم العربي (المترجم ودار النشر يعتقدوا بأن العرب أمة قطيع !)

ولكي يزيد من حبكة القصة (لم تحدث اطلاقا قبل ذلك) قدم تقريظا له !  
الأول من الأستاذ إبراهيم عيسى (الإعلامي والصحفي المصري) ، والثاني من الدكتور عبد الله الغذامي (أكاديمي وناقد أدبي وثقافي سعودي) ، والثالث من السيد عبد الله صالح جمعة (الرئيس السابق لأرامكو السعودية) ، والرابع من الدكتورة لمياء باعشن (الناقدة والباحثة في التراث السعودية) . وكان كل هذا الحشد (في تقريظه) ما أثار شكي وريبتي ، لماذا يلجأ مترجم لكل هذا الحشد في مدحه وتقريظه ، إلا إذا أراد سنادات ودعائم لكي يسوّق لترجمته وللكتاب ، وهو بفعلته هذه ينطبق عليه بيت الشعر "كاد المريب أن يقول خذوني" .

ويستطيع أي باحث الرجوع لموقع Google ويضع أسم Fred Halliday وستظهر سيرته وأيضا مجموعة كتبه ومؤلفاته ودراساته وليس بينها الكتاب المزعوم .

نحن هنا أمام جريمة تزوير في كتاب رسمي - بالاعتذار من المخرج يحيى العلمي ورائعته "تزوير في أوراق رسمية" !
أولا قام الدكتور حمد العيسى متعمدا وعن سابق إصرار بإخفاء أسم الباحث الحقيقي (الإسرائيلي) - وهذا يعتبر غش وخداع !
وثانيا قام باستغلال أسم الباحث فرد هاليداي لما له من مصداقية - وهذا يعتبر تغرير وتدليس !
وثالثة الأثافي هو نشر رؤية إسرائيلية لموضوع شائك في العالم العربي ، بالإضافة لما يمكن اعتباره تطبيع مع العدو بطريقة أو بأخرى !

أنا شخصيا لا مانع لدي من قراءة ما يصدر عن الإسرائيليين .
فالصحف العربية ذاخرة بصفحات ترجمة عن مقالاتهم وأبحاثهم .
بل أن ما قامت به مؤسسة الدراسات الفلسطينية من ترجمة ليوميات موشيه شاريت ، أو من ترجمة يوميات الحرب 1947 - 1949 لدافيد بن غوريون ، أو ترجمة نصوص مختارة من محاضر الكنيست السادس (66 - 67) ، أو ترجمة ما جاء في المؤتمر الصهيوني السابع والعشرون (1968) ، وغيرها من المنشورات ، اعتبرتها من حسن الحظ ، لأن مؤسسة الدراسات الفلسطينية تمنت حين ترجمة ونشر هذه الكتب أن تكون الحقيقة في متناول طالبيها .

تمزق كل قناع ، وتكشف وجه الحقيقة عاريا من كل زيف ..
تمزقت خيوط العنكبوت !


-------
مؤلفات الكاتب والباحث الايرلندي فرد هاليداي هي :
1 - مقدمات الثورة في إيرانIran, dictatorship and development - صادر عن دار ابن خلدون
2 - أفغانستان حرب أم ثورة ؟ War and Revolution in Afghanistan - صادر عن دار الحداثة للطباعة والنشر
3 - السياسة السوفياتية في " قوس الأزمة "Soviet Policy in the Arc of Crisis - صادر عن دار الأبحاث العربية
4 - نهاية الحرب الباردة والعالم الثالث - Cold war, Third world - صادر عن دار صحاري للطباعة والنشر
5 - الإسلام والغرب : خرافة المواجهة الدين والسياسة في الشرق الأوسط Islam and the Myth of Confrontation: Religion and Politics in the Middle East - صادر عن دار الساقي
6 - الأمة والدين في الشرق الأوسط  Nation and religion in the Middle East - صادر عن دار الساقي
7 - ساعتان هزتا العالم 11 سبتمبر 2001 : الأسباب والنتائجTwo hours that shook the world - صادر عن دار الساقي
8 - الكونية الجذرية لا العولمة المترددة - The world at 2000 - صادر عن دار الساقي
9 - دراسات شرق أوسطية - صادر عن دار منشورات علاء الدين
10 - مئة وهم حول الشرق الأوسط  - Myths about the Middle East - صادر عن دار الساقي
11 - الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية  Arabia Without Sultans - صادر عن دار الساقي




                                                                                                         خالد عبد الهادي
 

الأربعاء، 17 يونيو 2015

ملفات افغانستان .. !

هذه مجموعة من الكتب لا غنى عنها لأي مهتم بسياسات أفغانستان وتاريخها في العصر الحديث - من الزوايا التي أطل بها على المشهد ! 

1 - كلام في السياسة - الزمن الأمريكي : من نيويورك إلى كابول : محمد حسنين هيكل - المصرية للنشر العربي والدولي .
2 - أفغانستان حرب أم ثورة ؟ - فريد هاليداي (Fred Halliday) - دار الحداثة للطباعة والنشر .
3 - حدث في أفغانستان : فهمي هويدي - دار الكلمة للنشر .
4 - طالبان جند الله في المعركة الغلط ! : فهمي هويدي - دار الشروق .
5 - أفغانستان الثورة والمصالحة : حسين عبد الرازق وأمينة النقاش - دار العالم الثالث .
6 - أفغانستان الإسلام والثورة : صلاح الدين حافظ - المكتب المصري الحديث للطباعة والنشر .  
7 - خيارات صعبة - السنوات الحاسمة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة : سايروس فانس (Cyrus Vance)  - المركز العربي للمعلومات .
8 - From the Shadows: The Ultimate Insider's Story of Five Presidents and How They Won the Cold War : Robert Gates
9 - طالبان : الإسلام والنفط والصراع الكبير في وسط آسيا : أحمد رشيد - دار الرائي للنشر .
10 - Unholy Wars: Afghanistan, America and International Terrorism : John Cooley
11 - التحالف الأسود : وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخدرات والصحافة - ألكسندر كوكبيرن وجيفري كلير (Alexander Cockburn and Jeffrey St. Clair) - المركز القومي للترجمة .
12 - le Secret des Princes: Perceptions et Actions : Alexandre de Marenches
13 - بوش محاربا : بوب وودوارد (Bob Woodward) - مكتبة العبيكان .
14 - سفر الموت من أفغانستان إلى العراق وثائق الخارجية الأمريكية : محمود المراغي - دار الشروق .
15 - أفغانستان الحقيقة والمستقبل : عبد الستار طويلة - مؤسسة روز اليوسف .
16 - أزمة الخليج وحرب الأفغان بين أحكام القرآن وفتاوي السلطان : مجدي أحمد حسين - خاص .
17 - مع المجاهدين في قلب أفغانستان : محمد عبد القدوس - مكتبة الأسرة .
18 - قضايا دولية - القضية الأفغانية : عدنان السيد حسين - المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر .


                                                                                                                       خالد عبد الهادي

السبت، 10 يناير 2015

ملفات إيران .. !

هذه مجموعة من الكتب لا غنى عنها لأي مهتم بسياسات إيران وتاريخها في العصر الحديث - من الزوايا التي أطل بها على المشهد ! 

1- إيران فوق بركان: محمد حسنين هيكل - دار أخبار اليوم.
2- مدافع آية الله - قصة إيران والثورة: محمد حسنين هيكل - دار الشروق.
3- مقدمات الثورة في إيران:  فريد هاليداي (Fred Halliday) - مركز ابن خلدون.
4- إيران من الداخل: فهمي هويدي -  مركز الأهرام للترجمة والنشر.
5- أزمة الخليج - العرب وإيران: وهم الصراع وهم الوفاق : فهمي هويدي - دار الشروق.
6- صراع الإرادات على ضفاف الخليج: هدى الحسيني - الدار العربية للعلوم ناشرون.
7- المثلث الإيراني - العلاقات السرية الإسرائيلية الإيرانية الأمريكية: صموئيل سيجيف (Samuel Segev) - دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية.
8- المثلث الإيراني - دراما العلاقات الإيرانية الإسرائيلية - الأمريكية: صموئيل سيجيف (Samuel Segev) - دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية.
9- تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم: ادوارد سعيد - رؤية للنشر والتوزيع.
10- حياتي: علي أكبر هاشمي رفسنجاني - دار الساقي.
11- طلاق امبراطورة إيران "طلاق شاه إيران والامبراطورة فوزية" القصة الكاملة والأسرار الخفية: كريم ثابت - دار الشروق.
12- رحلة الشاه الأخيرة: ويليام شوكروس (William Shawcross) - الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع.
13- الحصاد: حرب أمريكا الطويلة في الشرق الأوسط: جون كولي (John Cooley) - شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.
14- بيم موج - المشهد الثقافي في إيران - مخاوف وآمال: محمد خاتمي - دار الجديد.
15- خاتمي يخاطب لبنان "هنا أرض الحرية والحوار": محمد خاتمي - دار النهار للنشر.
16- الشاه.. وأنا - المذكرات السرية لوزير البلاط الإيراني: أسد الله علم - مكتبة مدبولي.
17- الخميني.. وصدام القرار الصعب والخيار الأصعب: فؤاد مطر - الدار العربية للعلوم - ناشرون.
18- حدائق الأحزان - إيران و"ولاية الفقيه": مصطفى اللباد - دار الشروق.
19- العرب والإيرانيون والعلاقات العربية الإيرانية في الزمن الحاضر: رضوان السيد - الدار العربية للعلوم.
20- مصر بعيون إيرانية: جميلة كديفار - دار الشروق.
21- إيران الدولة الإسلامية.. ماذا تعني ؟: عادل حسين - مركز الحضارة العربية للاعلام والنشر.
22- الجبهة العربية - الإيرانية ضد الحلف الأمريكي - الصهيوني: عادل حسين - مركز الحضارة العربية للاعلام والنشر.
23- بالسيف: أميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط 1968 - 1986 - تقديم محمد حسنين هيكل: ستيفن غرينStephen) Green) - شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.
24- التيارات السياسية في إيران : فاطمة الصمادي - المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.


                                                                                                                      خالد عبد الهادي

السبت، 26 أبريل 2014

سورة البقرة وإمامة عليّ بن أبي طالب ..

وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
( سورة البقرة : 124 )  

سؤال : هذه الإمامة بمن مرتبطة ؟ .. هل هي مرتبطة بالإمام عليّ وأهل بيته ؟
جواب : كلا .. بشكل واضح وصريح !

سؤال : هناك من يستدل بهذه الآية المباركة لإثبات إمامة عليّ بن أبي طالب بشكل مباشر ؟  
جواب : هو لم يعرف مقاصد الآية المباركة .

سؤال : هناك من يقول إن هذه الآية مرتبطة بالنبي إبراهيم فما علاقتها بالإمام عليّ وأهل بيته ؟  
جواب :  نعم ، بحسب الوهلة الأولى لهذه الآية ، وبحسب النظرة الأولية ، هذه الآية متعلقة بالنبي إبراهيم الخليل .   

سؤال : ما هي الأمور المستفادة من الآية ؟
جواب : أن الإمامة من الأمور التي لابد أن تُجعل من قبل الله سبحانه وتعالى ، لأن الآية قالتإِنِّي " .
الله سبحانه وتعالى يقول " إِنِّي " ، كما قال تعالى "  إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " ( سورة البقرة : 30 ) . 
وقد اتفقت كلمة علماء المسلمين ( بمذاهبهم الثمانية ) ، بل كلمة جميع الأديان السماوية ( الثلاثة ) ، أن النبوة أمرها منصوص ومجعول من قبل الله .
فهي لا يمكن أن تُنال بالانتخاب ، ولا بالشورى ، ولا بيد أهل الحل والعقد ، ولا مُد يدك أبايعك .. حتى أبايعك !

سؤال : لماذا ؟
جواب : لأن النبوة أمر إلهي ، لأن النبوة عهد إلهي .
وهكذا نجد أن القرآن الكريم استعمل نفس هذا الاصطلاح بالنسبة إلى الإمامة الإبراهيمية .
أن الآية قالت " إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا " ، والله هنا يخاطب النبي إبراهيم .

سؤال : هل كان إبراهيم حينها نبيا ؟
جواب : حتما كان نبيا ، بدليل مخاطبة الله له .
ويُستدل من الآية أن المخاطبة حدثت في أواخر حياته ، بدليل طلب النبي إبراهيم الإمامة لذريته ، ونحن نعلم عبر مصادر التاريخ على اختلاف رواته أن النبي إبراهيم رزق الذرية على كبر سنه .

سؤال : هل الإمامة هنا تعني القدوة والإسوة ؟
جواب : إبراهيم : نبي الله وخليله ، ومن أُولى العزم من الرُسل ، أبو الأنبياء ، ومن أكثر الأنبياء والرُسل ابتلاء !
هل يُعقل أنه ليس قدوة للناس ؟
العالم ، وهو أقل مرتبة ودرجة من الأنبياء والرُسل يكون لدى البعض قدوة .
فالإمامة هنا لا تعني لا النبوة ولا القدوة ولا الإسوة .

سؤال : ما المقصود إذا بكلمة الإمامة هنا ودورها بعيدا عن النبوة والقدوة ؟
جواب : الإمامة كما ورد في الآية : عهد الله .
فالنبي إبراهيم قال " وَمِن ذُرِّيَّتِي " ، وهو هنا يتسأل " إلهي هل الإمامة مختصة بي ؟ أو يمكن أن تكون في ذريتي ؟ "  
والله أجابه " لَا يَنَالُ عَهْدِي " .. لم يتطرق هنا لنبوة ولا لقدوة .

سؤال : هل طلب النبي إبراهيم النبوة لذريته ؟
الإجابة : كلا . فالآية يُستدل منها هنا أن النبي إبراهيم أُعطيا الإمامة لا النبوة .
وبطبيعة الحال أن مقتضى الجواب لابد أن يكون منسجما مع السؤال .
سؤال النبي إبراهيم كان عن الإمامة . والله عبر عن الإمامة بأنها " عَهْدِي "

سؤال : هل هناك مفسرين ذهبوا لما تقول به ؟
جواب : نعم ، منهم فخر الدين الرازي ( شافعي أشعري ) ، في كتابه " مفاتيح الغيب " المشهور " بالتفسير الكبير " .
فهو فسر كلمة " وَمِن ذُرِّيَّتِي " .. طلب للإمامة التي ذكرها الله تعالى ، فوجب أن يكون المراد بهذا العهد هو الإمامة ، ليكون الجواب مطابقا للسؤال ، فتصير الآية كأنه تعالى قال : لا ينال الإمامة الظالمين .
وهذا تصريح بهذا المعنى .

سؤال : هل هناك مصدر آخر ؟
جواب : نعم ، هناك محمد بن جرير الطبري ( شافعي ) ، في كتابه " جامع البيان في تفسير القرآن " .
فهو فسر كلمة " لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " .. واختلف أهل التأويل في العهد الذي حرم الله جل ثناؤه الظالمين أن ينالوه .
فقال بعضهم : ذلك العهد هو النبوة .

ذكر من قال ذلك : حدثني موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي : " لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " يقول : عهدي نبوتي
فمعنى قائل هذا القول في تأويل الآية : لا ينال النبوة أهل الظلم والشرك .

وقال آخرون : معنى العهد : عهد الإمامة .
فتأويل الآية على قولهم : لا أجعل من كان من ذريتك بأسرهم ظالما إماما لعبادي يقتدى به ( الطبري فسر الإمامة بالاقتداء ) .

سؤال : أنتم أبطلتم احتمال الإمامة بالاقتداء ، فهل هناك مصدر ثالث ؟
جواب : نعم ، هناك إسماعيل ابن كثير في كتابه " تفسير القرآن العظيم " .. وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ  قال : لا يكون لي إمام ظالم [ يقتدى به ] . وفي رواية : لا أجعل إماما ظالما يقتدى به . وقال سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد في قوله تعالى لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " قال : لا يكون إمام ظالم يقتدى به .
وهكذا تقريبا الكل يفسر العهد بالإمامة . 

سؤال : هذه الإمامة الإبراهيمية من يريد أن يتحقق بها ويكون مصداقا لها ، هل لابد أن يكون معصوما ؟
الجواب : نعم .

سؤال : وما هي مصادرك ؟
جواب : فخر الدين الرازي في كتابه " مفاتيح الغيب " المشهور " بالتفسير الكبير " ..
قلنا : أما الشيعة فيستدلون بهذه الآية على صحة قولهم في وجوب العصمة ظاهرا وباطنا ، وأما نحن فنقول : مقتضى الآية ذلك ( هو يقر العصمة ضمنا ) ، إلا أنا تركنا اعتبار الباطن فتبقى العدالة الظاهرة معتبرة .
ويكمل فخر الدين الرازي .. 
الآية تدل على عصمة الأنبياء من وجهين :
الأول : أنه قد ثبت أن المراد من هذا العهد : الإمامة ، ولا شك أن كل نبي إمام ، فإن الإمام هو الذي يؤتم به ، والنبي أولى الناس ، وإذا دلت الآية على أن الإمام لا يكون فاسقا ، فبأن تدل على أن الرسول لا يجوز أن يكون فاسقا فاعلا للذنب والمعصية أولى .
الثاني : قال  لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " فهذا العهد إن كان هو النبوة ، وجب أن تكون لا ينالها أحد من الظالمين وإن كان هو الإمامة ، فكذلك لأن كل نبي لا بد وأن يكون إماما يؤتم به ، وكل فاسق ظالم لنفسه فوجب أن لا تحصل النبوة لأحد من الفاسقين .
بغض النظر عن ما ذهب إليه الرازي ، فهو يفسر الإمامة هنا بالنبوة ، لكن ما هو الأهم أن محل الشاهد ، هو أن الآية تدل على العصمة وهذا إقرار منه بذلك .

سؤال : هل يكفي آية واحدة في القرآن لإثبات أصل ومبدأ ؟
الجواب : نعم ، فماذا تقولون في قوله تعالى " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ " ( سورة البقرة : 255 ) .
هل بحث الكرسي أمر عظيم ومهم في القرآن ؟ 
ورد في روايات الفريقين والمدرستين ( السنة والشيعة ) ، أنها أعظم آية بعد البسملة . ولكن كم مرة ذكر الكرسي في القرآن ؟  
مرة واحدة فقط . وهكذا فبآية واحدة تستطيع أن تؤسس منظومة عقدية كاملة ، منظومة معرفية كاملة ، كما في آية الكرسي .

سؤال : إذا هذه الإمامة الإبراهيمية بمقتضى النص القرآني " وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " هل هي موجودة في رسول الله محمد ؟ 
جواب : نعم ، وإنها - أي الإمامة - مستمرة في ذرية إبراهيم . بمعنى أنه لابد أن يُوجد في ذرية النبي محمد ( وهو من ذرية النبي إبراهيم ) ، من هو معصوم حتى ينال الإمامة . لأن الإمامة الإبراهيمية كانت معصومة ، كما جاء بنص تفسير الآية في سورة البقرة . والأدلة التاريخية تقول بأن ذرية النبي إبراهيم مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ( يرجى مراجعة سورة مريم ) . وللنبي محمد ذرية من جهة أبنته الزهراء فاطمة .  

سؤال : هكذا يتضح من القرآن ، أن هناك إمام ، وإن هذه الإمامة منصوصة ، وإنها معصومة ، وإنها مستمرة في ذرية إبراهيم لا تنقطع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
جواب : أن القرآن تعرض لمبحث الإمامة بنحو دقيق وتفصيلي ، ذكر شروطها " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " ( سورة السجدة : 24 ) . 

سؤال : هناك من يقول أن هذه الآية مرتبطة ببني إسرائيل ؟   
جواب : نعم ، هذه الإمامة الإبراهيمية ، وهذه شروطها المستمرة . " وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ " ( سورة الأنبياء : 73 ) . هكذا تجد أن القرآن أعطى منظومة كاملة في الإمامة .

سؤال : هل من تدبر الشيعة لهذه الآية وفهمهم لها ، جاء إصرارهم على الإمامة ، وأنها مفردة أساسية من مفردات معارفهم الدينية ؟
جواب : نعم .


سؤال : هل الإمامة من أصول الدين أم من فروعه ؟
جواب : لا يوجد اصطلاح لا في النص القرآني ولا الروائي يتحدث عن أصول وفروع الدين الإسلامي !

سؤال : في سورة النجم الله يصف نبيه محمد " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " والله في سورة الحشر يخاطب المؤمنين طالبا منهم بمنطوق الآية " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " .. وبناء عليه ورد في القرآن وجود الإمامة ، وإنها معصومة ، وإنها منصوصة ، وإنها مستمرة ، وبوجود النبي محمد فهو إذن الإمام ، بل إمام الأئمة .  
وقد ورد في صحيح البخاري : في الجزء الرابع في كتاب الأحكام في باب جعله قبل باب إخراج الخصوم ، وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة ، حدَّثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال : سمعت النبي يقول : " يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبى : انه يقول :" كلهم من قريش " .. فهو بهذا الحديث عين للمسلمين عدد الأئمة ، فمن هم ؟ 
جواب : الإمامة ليست مفتوحة لكل من هب ودب ، ولكن النبي محمد حدد نسبهم من قريش (من عترته وذريته ) لأنهم امتداد لذرية النبي إبراهيم ، فلا يمكن أن تكون في مكان آخر ، فبنص القرآن الكريم محال أن تكون إلا في ذرية النبي إبراهيم ، ولكن ذرية النبي محمد كُثر وكلهم . قال : لا ، عترتي أهل بيتي ، يا رسول الله هؤلاء أهل بيتك وعترتك قد يختلفون فلان وفلان . قال : لا ، ووضع الكساء عليهم ، وقال : اللهم أن هؤلاء أهل بيتي ، كما في صحيح مسلم  . قال صلى الله عليه وسلم : إني تركت فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض . رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله ثقات .
وجلال الدين السّيوطي عن أحمد والطبراني وصحّحه .
قال شارحه المناوي : " إني تارك فيكم بعد وفاتي خليفتين . زاد في رواية : أحدهما أكبر من الآخر . وفي روايةٍ بدل خليفتين : ثقلين سمّاهما به لعظم شأنهما . كتاب الله القرآن ، حبل أي هو حبل ممدود ما بين السماء والأرض . قيل : أراد به عهده ، وقيل : السبب الموصل الى رضاه . وعترتي . بمثنّاة فوقية . أهل بيتي . تفصيل بعد إجمال بدلا أو بيانا ، وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ... ".
فالخليفتان من بعده صلى الله عليه وسلم هما : القرآن وأصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ...

ماذا يفعل الرسول حتى يُبين الحقيقة ، ثم يأتي البعض ويقول : لو كانت الإمامة حقا لبينها القرآن !
نعم ، القرآن بينها بكل تفاصيلها ، رسول الله بينها بكل تفاصيلها وقرنهم بالقرآن ، قال " كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وإنهم لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض " .   

                                                                                                                      خالد عبد الهادي

الأحد، 18 أغسطس 2013

حكاية يوم في حياتي ...1 ديسمبر 2008

الاثنين 1 ديسمبر 2008 
الساعة الخامسة فجرا
صحوت مبكرا - كعادتي - منذ سنوات طويلة . اليوم هو غرة شهر ذو الحجة ، وأنا معتاد أيضا منذ سنوات طويلة على صوم العشر الأوائل من الشهر . مرتكزا على ما ورد في سورة الفجر : " وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ " .
طبعا كل الدول الإسلامية تلتزم بالإعلان السعودي عن بدء شهر ذي الحجة . بعكس شهر رمضان ، الذي تثور به الاختلافات ويحتدم الجدل ويثور النقاش بين فقهاء المسلمين على رؤية الهلال . فهناك فريق من الفقهاء يعتمد على الحسابات الفلكية في رؤية الهلال ، وهناك من يعتمد على الرؤية  الطبيعية . ومن النادر أن يصوم العالم الإسلامي كله في يوم واحد ، فهناك من يصوم مع السعودية ، وهناك من يصوم قبلها ، وهناك من يصوم بعدها !
الجو يساعد على الصوم ، فالنهار قصير ، والأجواء مائلة للبرودة .
-------
الساعة الثامنة صباحا
كنت أتابع نشرة أخبار " الجزيرة هذا الصباح " على قناة الجزيرة .
يوم إسرائيل بامتياز !
الخبر الأول : أن دول الاتحاد الأوروبي أعدت وثيقة تتضمن برنامج عمل يتعلق بمسيرة السلام ، هدفها وقف عمليات الأمر الواقع التي تنفذها إسرائيل في القدس والضفة الغربية ، والضغط عليها كي توقف الاستيطان وازالة الحواجز العسكرية وتعيد فتح " بيت الشرق  " الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة وانجاز اتفاق سلام مع الفلسطينيين في سنة 2009 ، وتلتزم السلطة بمكافحة الارهاب .
---
ما يسمى بالسلام واقعيا انتهى باغتيال إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل يوم السبت 4 نوفمبر 1995 .
وما يسمى بالسلام رسميا انتهى بانتخاب بنيامين نتانياهو لرئاسة الوزارة يوم الخميس 30 مايو 1996 .
المجتمع الإسرائيلي مجتمع حرب وليس مجتمع سلام !
المجتمع الإسرائيلي يريد سلام في مقابل سلام ، وليس أرض في مقابل سلام !
المجتمع الإسرائيلي لن يبت في القضايا الكبرى المعلقة : المستوطنات - اللاجئون - الحدود النهائية - القدس !

-------
الخبر الثاني : مجموعة من قوى السلام الإسرائيلية تسعى إلى توحيد صفوف الحزبين الحاكمين " كديما " برئاسة وزيرة الخارجية  تسبي لفني ، ووزير الدفاع إيهود باراك رئيس حزب " العمل " ، رغم معارضتهما ، في لائحة انتخابية واحدة لمجابهة حزب " الليكود " برئاسة بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقبلة يوم الثلاثاء 10 فبراير 2009 .
---
تذكرت قولا منسوبا للأستاذ هيكل : " ان معرفتنا بماضي أي إنسان هي نصف معرفتنا بمستقبله " !
من اللافت للنظر أن كل المتسابقين للانتخابات ينتموا لمعسكر الحرب وليس لمعسكر السلام .
تسبي لفني كانت منضمة للمخابرات الإسرائيلية " الموساد " ويقال بأنها مارست القتل بيديها ( قتلت شخصيات فلسطينية . كما عملت خادمة تحت اسم مستعار ، في بيت عالم ذرة عراقي وقامت باغتياله بالسم ) !
إيهودا باراك قام بقتل ثلاثة من القادة الفلسطينيين في منطقة فردان ببيروت سنة 1973 وهم : كمال ناصر ، كمال عدوان و محمد يوسف النجار ، بعد أن تخفى بملابس نسائية !
بنيامين نتانياهو كان ضابطا في وحدة كوماندوز خاصة !

-------
الخبر الثالث : الرئيس اللبناني ميشال سليمان يبدأ زيارة رسمية لألمانيا .
---
ألمانيا لعبت دورا مركزيا في ايجاد مخارج وحلول لمسائل شائكة بين لبنان وإسرائيل مثل ملف الاسرى والمعتقلين ، وقد أثمرت عن عمليتي تبادل ناجحتين بين حزب الله وإسرائيل .
هل هناك واسطة ألمانية جديدة ؟

-------
الخبر الرابع : مركز الحفاظ على شعب إسرائيل وأرض إسرائيل ، وهي منظمة يهودية . قد أقامت مهرجان لتكريم جنود من الجيش الإسرائيلي رفضوا المشاركة في اجلاء المستوطنين من المستوطنات . وقد وعدت بمنح عدة آلاف من الدولارات لكل جندي يرفض أوامر إخلاء المستوطنات .
---
رهاننا القادم هو على الوطنية الإسرائيلية !

-------
الخبر الخامس : الجنرال حسن شاه صفي قائد القوات الجوية الإيرانية ، أعلن بأن بلاده صممت طائرة يمكنها تفادي أجهزة الرادار ، كما ستجري اختبارا على صاروخ إيراني جو - جو يبلغ مداه 40 كيلومتر .
---
تجري إيران الكثير من المناورات الحربية أو اختبارات لأسلحة لإظهار عزمها على التصدي لأي هجوم قد تشنه الولايات المتحدة أو إسرائيل على مواقعها النووية .
يحسب للثورة الإيرانية فضل أنها ما تزال مرابطة عند أسوار القدس .

-------
الخبر السادس : الهند تهدد بإلغاء صفقات سلاح ضخمة بقيمة ملياري دولار مع إسرائيل . بعد الانتقادات التي وجهها وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك ، لأداء قوات الأمن الهندية في مومباي خلال العمليات الارهابية الأخيرة .
---
كان هناك تعاون في كافة المجالات بين العرب ( زمن ناصر ) والهند من أيام حركة التحرر الوطني وسياسة عدم الانحياز .. ماض لا يعود !
فالعرب ارتضوا بعلاقة ثنائية مع الولايات المتحدة .. وارتضوا بعلاقات متعددة مع النساء من زوجات وجواري ومحظيات !

-------
الخبر السابع : الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما يعلن اختياره السيدة هيلاري كلينتون لتولي منصب وزارة الخارجية ، وأن هناك الكثير ينبغي عمله : من منع وصول الأسلحة النووية إلى إيران وكوريا الشمالية ، إلى السعي من أجل سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين ، إلى تعزيز المؤسسات الدولية ، إلى القضاء على تهديد الإرهاب ، إلى إعادة مكانة الولايات المتحدة كقوة تغيير ايجابية .
---
مطلب كل الإدارات الأمريكية ( جمهورية أم ديمقراطية ) هو ردع إيران عن امتلاك أية أسلحة متقدمة ، على أن تكون الإجراءات ضد القيادة الإيرانية وبدون تأثير على الشعب الإيراني ( قد تتحول لحليف كما كانت زمن الشاه ) !
لا قلق على أمن إسرائيل من الفلسطينيون أو العرب .. والتفاوض سيعكس موازين القوى بين الطرفين ، وكلها لصالح إسرائيل !
الإرهاب بنظر كل الإدارات الأمريكية هو حزب الله وحركة حماس وتشجيع سوريا لهما ، والمطلوب ضمان تحجيمهم ، مع تقوية إمكانيات الردع الإسرائيلي !

-------
الخبر الثامن : معرض " صنع في سوريا " المقام للمرة الثالثة هذا العام على أرض المعارض بالقاهرة يحقق نجاحا إنسانيا واجتماعيا ، رغم الجفاء السياسي بين البلدين . فقد تراجعت العلاقات بعد حرب لبنان 2006 ، بعد أن وصف الرئيس السوري بشار الأسد القادة العرب بأنهم " أنصاف رجال " ، لانتقادهم تهور حزب الله وإعطاء إسرائيل مبرر لشن حرب . وتعليق الرئيس المصري حسني مبارك على خطاب الرئيس الأسد : " أسأل الله الهداية لكل من تفلت أعصابه ويؤدي ذلك إلى انفلات لسانه " .
---
بعد 60 عاما ليس هناك تصور عربي موحد بشأن التعامل مع إسرائيل سواء سلما أو حربا ، إنما مجموعة تصورات مخلوطة ومشوشة متدحرجة بغير هدى وعلى غير طرق ودون بوصلة أو خرائط !   

-------
الخبر التاسع : الزوارق البحرية الإسرائيلية تعترض السفينة الليبية " المروة " وتمنعها من الوصول إلى سواحل مدينة غزة وتجبرها على العودة إلى ميناء العريش المصري القريب . وبررت إسرائيل هذا الموقف : " بأن السفينة تحمل على متنها سلاحا وذخيرة ووسائل قتالية ، وقد يكون عليها مستشارون عسكريون إيرانيون لتقديم المشورة لحركة حماس للقيام بعمليات إرهابية " .
وقال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار : " أن السفينة تحمل ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية والطبية " .
---
تذكرت تصريح للأستاذ هيكل في بداية سنة 1983 " نحن نعيش في ظلال الحقبة الإسرائيلية " .
كنت قد أطلعت على تقرير شارل مالك لوزارة الخارجية اللبنانية يوم الجمعة 5 أغسطس 1949 : " سيأتي العهد اليهودي حتما إذا ظل العالم العربي على تأخره وتفككه الحاضرين " .
للأسف فإن أحداث الشرق الأوسط تسير وفق الأجندة الإسرائيلية .. حزينا أقولها !

-------
منتصف اليوم  
انهى سوق عمان المالي في جلسة اليوم ارتفاعه مدعوما من كافة القطاعات وغالبية القياديات ، وعلى رأسهم سهم البنك العربي الذي أرتفع بنسبة % وسط تداولات نشطة نسبيا رغم تراجعها الكبير عن مستويات جلسة يوم الأحد 30 نوفمبر التي شهدت صفقتين كبيرتين على سهم البنك العربي ، حيث كسب المؤشر العام ما نسبته 2.64 % ليقفل عند مستوى 2840.37 نقطة . وقد بلغ حجم التداول 39.8 مليون دينار .
( رفعت أسرة الحريري مساهمتها في البنك العربي إلى 22 % من إجمالي الأسهم 534 مليون سهم بعد أن أصبحت ملكيتها فيه 117 مليون سهم . وتمتلك شركة سعودي أوجيه المحدودة المملوكة لأسرة الحريري والمسجلة كشركة سعودية الجنسية ، 48 مليون سهم بنسبة 9 % تقريبا ، فيما تمتلك شركة أوجيه ميدل إيست هولدنغ اللبنانية الجنسية وتملكها أيضا أسرة الحريري 37.5 مليون سهم تمثل ما نسبته 7 % من أسهم البنك . وتملك الأسرة ذاتها أيضا من خلال بنك البحر المتوسط اللبناني الجنسية ما نسبته 4.9 % تعادل 26 مليون سهم . وأخيرا يملك ابن العائلة الشيخ بهاء الدين الحريري 5.4 مليون سهم نسبتها 1.02 % من إجمالي أسهم البنك ) .

-------
الساعة الواحدة ظهرا 
كنت استمع للسيد رامي الحصري رئيس وحدة الوساطة المالية بإدارة الثروات لدى بنك الإسكان للتجارة و التمويل ( وهو يدير فريق متخصص يعمل بتفاني لخدمة عملائه وتلبية احتياجاتهم بأسلوب كفؤ ، سريع ودقيق . ويقدم خدمة نظام التداول المباشر ، الذي يمكن العملاء من التداول من أي مكان ، علاوة على متابعة الأسواق العالمية ، وأخبار الأسهم ، الرسومات والأخبار الفورية والكثير من الميزات التي تساعد العميل على اتخاذ القرار الاستثماري ) .
السيد رامي أراد أن يزيد من حالة التفاؤل السائدة في السوق بعد جلستين من الارتفاع . هو أبلغني بأن : " قيمة الاستثمارات الأجنبية في البورصة الأردنية بلغت حوالي 11.6 مليار دينار تمثل 46.1 % من إجمالي الاستثمارات في البورصة حتى نهاية نوفمبر الماضي " .
وأضاف : " تراجعت ملكية الأجانب بنسبة طفيفة من 46.8 % للشهر الذي سبقه ، ما يدحض التوقعات بتراجع كبير للاستثمارات الأجنبية كإحدى النتائج المتوقعة للأزمة المالية العالمية " .
السيد رامي الحصري قدم لي بيانات بالأرقام يظهر جنسية المستثمرين العرب والأجانب ونسبة ملكيتهم في سوق عمان المالي حتى نهاية نوفمبر .
تصدر المستثمرون السعوديون المرتبة الأولى  بين المستثمرين العرب والأجانب .
1 - السعوديون : نسبة ملكيتهم 7.4 % يقيمة 1859 مليون دينار .
2 - الكويتيون : نسبة ملكيتهم 7.1 % بقيمة 1769 مليون دينار .
3 - اللبنانيون : نسبة ملكيتهم 5.4 % بقيمة 1366 مليون دينار .
4 - القطريون : نسبة ملكيتهم 4.3 % بقيمة 1078 مليون دينار .
5 - الأميركيون : نسبة ملكيتهم 3.4 % بقيمة 855 مليون دينار ( الذين يحملون الجنسية الأميركية هم بالأصل مستثمرون في غالبيتهم من أصول أردنية وفلسطينية ولبنانية ) .
6 - الليبيون : نسبة ملكيتهم 2.2 % بقيمة 548 مليون دينار .
7 - المستثمرون المسجلون في جزر القمر وجيرسي : نسبة ملكيتهم 2.1 % بقيمة 543 مليون دينار .
8 - جنسيات عربية مشتركة : نسبة ملكيتهم 2.1 % بقيمة 515 مليون دينار .
9 - البحرينيين : نسبة ملكيتهم 1.7 % بقيمة 435 مليون دينار .

-------
الساعة الثانية ظهرا 
كنت في مكتب الصديق رعد حجازين مدير علاقات خدمات الاستثمار في بنك الإسكان . هو شاب في منتصف العشرينات من عمره ، لديه طموح حدوده السماء ، وعين على الهدف معززة بوسائل العلم والمعرفة والإرادة التي لا تعرف الاستكانة .
بدأ حديثه معي محذرا : " أن الاقتصاد العالمي سوف يدخل في حالة ركود عميق في حال فشل حزم المحفزات الاقتصادية العديدة التي بدأت بعض البلدان في تطبيقها لتحسين الوضع المالي واستعادة ثقة المستهلك على مدار الشهور المقبلة " .
هو قال : " بأن الحل بتطبيق محفزات اقتصادية متناسقة وضخمة وسريعة لمواجهة تباطؤ الاقتصاد العالمي " .
هو توقع : " حدوث انخفاض في متوسط دخل الفرد في الناتج القومي خلال السنة المقبلة وهبوطا في نمو الصادرات وتدفقات رأس المال إلى جانب ارتفاع تكاليف الاقتراض للبلدان النامية ، حيث تنتشر المصاعب الاقتصادية من الاقتصاديات الغنية " .
هو توقع : " أن يواصل الدولار الأميركي هبوطه مع احتمالية انخفاضه بشدة في عام 2009 " .
هو حذر : " يمكن للبلدان المتقدمة أن تدخل في ركود عميق في عام 2009 إذا استمر الانكماش الائتماني لفترة طويلة ولم يتم استعادة الثقة في القطاع المالي في غضون الأشهر المقبلة " .

-------
الساعة الخامسة مساءا
حان موعد الافطار . طبعا لا وجود لمدفع رمضان ، بل انتظار لصوت المؤذن ( بيتي بجانب مسجد أبو قوره ، وهي عائلة دينية ومن المساهمين في تأسيس حركة الإخوان المسلمين في الأردن بمنتصف أربعينات القرن العشرين ) .
فريال طاهية محترفة ، وأكلها يحمل نكهة مطبخ بلاد الشام الحقيقية ، وبالنسبة لها فالطبخ يعني الكثير لها ، فهي ربة بيت بامتياز .
الأطباق شهية : مقبلات ( تبولة ) ، فطائر مقرمشة ( بعضها محشية بالخضار والآخر بالجبنة البيضاء ) ، الطبق الرئيسي إيطالي : معكرونة وقد أضافت له فريال نكهة فلسطينية ، رشة من نبتة الزعتر الناشف .

-------
الساعة السابعة مساءا 
كنت أنا وفريال في البركة مول بمنطقة الصويفية . هي كانت بحاجة لمعطف ، فهذه أول سنة لنا في عمان وبردها القارس وتساقط الثلوج ، بينما قضينا 43 سنة في الكويت وشتاءها الدافئ نسبيا ولا حاجة للمعطف .
توجهنا لمحلات ABC الشهيرة في بيروت ، وهذا أول فرع خارجي لها . البائعة طلبت من زوجتي مواصفات المعطف .
فريال طلبت من البائعة معطفا ذو جودة عالية ( هي طلبت معطفا يجمع بين الصوف والكشمير ) وتصميم مميز وأناقة كلاسيكية .
هي طلبت معطفا متوسط الطول ( لحدود الركبة ) - واسعا نوعا ما ، ومعه حزام لإظهار الخصر ( فريال لا يتجاوز وزنها 60
كيلوغرام ) ، وأن يكون لونه غامقا .

-------
الساعة التاسعة مساءا 
كنت جالسا في مكتبي ، مطالعا كتاب " فلسفة الثورة " للرئيس جمال عبد الناصر .
الكتاب طبع سنة 1954 ، وقد صاغه وحرره الأستاذ محمد حسنين هيكل . وهو يقع في 112 صفحة من القطع الكبير ، ويقع في ثلاثة أجزاء .
والكاتب يقر في مقدمته بأنه ليس كتابا ، وإنما " دورية استكشاف " - منطق رجل ذو خلفية عسكرية - ، لاكتشاف نفوسنا ، والظروف المحيطة بنا ، واهدافنا ..
ثم هو يؤكد بأن ثورة 23 يوليو كانت تحقيقا لأمل سبقه فيه السيد عمر مكرم في تزعمه حركة تنصيب محمد علي واليا على مصر . ومحاولة عرابي في مطالبته بالدستور . ثم ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول .
ثم هو ينفي بأن الثورة قامت بسبب نتائج حرب فلسطين 1948 ، أو بسبب الأسلحة الفاسدة ، أو بسبب انتخابات نادي ضباط الجيش .
هو يجزم بأنه كان يحارب في فلسطين ، ولكن أحلامه كانت كلها في مصر .
متذكرا قول أحمد عبد العزيز قبل موته : " ان ميدان الجهاد الأكبر هو في مصر ... " .
مستدلا بمقالات ضابط إسرائيلي اسمه يردهان كوهين نشرها في جريدة جويش اوبزرفر The Jewish Observer ، بأنه التقى بجمال عبد الناصر أثناء مباحثات واتصالات عن الهدنة قائلا في احدى مقالاته : " لقد كان الموضوع الذي يطرقه جمال عبد الناصر معي دائما هو كفاح إسرائيل ضد الإنجليز ، وكيف نظمنا حركة مقاومتنا السرية لهم في فلسطين وكيف استطعنا أن نجند الرأي العام في العالم وراءنا في كفاحنا ضدهم " .
ثم يعود إلى أيام التلمذة والفوران الذي عاشه ماشيا مع المظاهرات الهاتفة بعودة دستور سنة 1923 .
هو يتسأل : " لقد أحسست منذ انبثق الوعي في وجداني ، أن العمل الايجابي يجب أن يكون طريقنا .. ولكن أي عمل .. ؟!
ثم يستطرد بأنه في فترة من حياته كانت الحماسة هي العمل الايجابي في تقديره .
وهو يعترف أن الاغتيالات السياسية توهجت في خياله المشتعل في تلك الفترة - أجواء الحرب العالمية الثانية - على أنها العمل الايجابي الذي لا مفر من الاقدام عليه ، إذا يجب عليه أن ينقذ مستقبل وطنه .
ثم يذكر حادثة غيرت مجرى أفكاره وأحلامه . فقد اختار واحد يجب أن يزول من الطريق ...
وجاءت الليلة الموعودة وخرج بنفسه مع جماعات التنفيذ .. وسار كل شيء طبقا لما تصوره .
وأقبل الواحد الذي كان يجب أن يزول وانطلق نحوه الرصاص ..
وانسحبت فرقة التنفيذ ، وغطت انسحابها فرقة الحراسة ، وبدأت عمليات الافلات إلى النجاة ، وأدار محرك سيارته وأنطلق يغادر المسرح الذي شهد عملهم الايجابي الذي رتبوه ..
وفجأة دوت في سمعه أصوات صريخ وعويل ، وولولة امرأة ورعب طفل ، ثم استغاثة متصلة محمومة ..
ولم ينم طول الليل .
بقي مستلقيا على فراشه في الظلام ، يشعل سيجارة وراء سيجارة ويسرح مع الخواطر الثائرة ، ثم تتبدد كل خواطره على أصوات الصراخ والعويل والولولة والاستغاثة التي ما زالت تطرق سمعه ..
ووجد نفسه يقول فجأة : " ليته لا يموت " !
وكان عجيبا أن يطلع عليه الفجر ، وهو يتمنى الحياة للواحد الذي تمنى له الموت في المساء !
وهرع في لهفة إلى احدى صحف الصباح ... واسعده أن الرجل الذي دبر اغتياله .. قد كتب له النجاة .
ثم يخرج بنتيجة : " ولقد كان من السهل - وما زال سهلا حتى الآن - أن نريق دماء عشرة أو عشرين ، فنضع الرعب والخوف في كثير من النفوس المترددة ونرغمها على أن تبتلع شهواتها واحقادها واهواءها . ولكن أي نتيجة كان يمكن أن يؤدي إليها مثل هذا العمل ؟ " .
ثم يعرج على الجذور التاريخية لمصر . هو يرى أن مصر على مفرق طرق من الدنيا . وكثيرا ما كانت معبرا للغزاة ، ومطمعا للمغامرين .
فلا يمكن اغفال تاريخ مصر الفرعوني ، ثم تفاعل الروح اليونانية مع روح مصر ، ثم غزو الرومان ، والفتح الإسلامي وموجات الهجرة العربية التي أعقبته .
والحروب الصليبية ، و المغول والشركس ( المماليك ) ، وما رافق ذلك من طغيان وظلم وخراب وذل وفقر .
ثم يتذكرا عبارة كثيرا ما هتف بها طفلا صغيرا ، حينما كان يرى الطائرات في السماء ..
" يا ربنا يا عزيز .. داهية تأخذ الإنجليز " ..
في الفصل الثالث والأخير من الكتاب ، يتحدث الرئيس ناصر عن أن العالم كله - وليس مصر فحسب - هو نتيجة لتفاعل الزمان والمكان .
الزمان يفرض علينا تطوره ..
والمكان يفرض علينا حقيقته .
فالقدر لا يهزل ، ليست هناك أحداث من صنع الصدفة ولا وجود يصنعه الهباء .
ثم يحدد سياسته عبر الدوائر الثلاث الشهيرة  :
- الدائرة الأولى : العربية تحيط بنا ، وهي منا ونحن منها ، امتزج تاريخنا بتاريخها ، وارتبطت مصالحنا بمصالحها حقيقة وفعلا وليس مجرد كلام .. ؟
- الدائرة الثانية : الإفريقية شاء لنا القدر أن نكون فيها ، وشاء أيضا أن يكون فيها اليوم صراع مروع حول مستقبلها ، وهو صراع سوف تكون آثاره لنا أو علينا سواء أردنا أو لم نرد .. ؟
- الدائرة الثالثة : الإسلامية تجمعنا واياه روابط لا تقر بها العقيدة الدينية فحسب ، وإنما تشدها حقائق التاريخ .. ؟
ثم يشرد مع افكاره متذكرا قصة مشهورة للأديب الإيطاليّ لويجي بيراندللو Luigi Pirandello أسماها : " ست شخصيات تبحث عن مؤلف Six Characters In Search of an Author " .. !؟
ثم يحدد هدفه قائلا بالحرف : " لست ادري لماذا يخيل اليّ أن هذا الدور الذي ارهقه التجوال في المنطقة الواسعة الممتدة في كل مكان حولنا ، قد استقر به المطاف متعبا منهوك القوى على حدود بلادنا يشير الينا أن نتحرك ، وأن ننهض بالدور ونرتدي ملابسه فان أحدا غيرنا لا يستطيع القيام به " .
ثم يعود مرة أخرى لفلسطين ، فيؤكد بأنه عندما بدأت أزمة فلسطين كان مقتنعا في أعماقه بأن القتال فيها ليس قتالا في أرض غريبة ، وهو ليس انسياقا وراء عاطفة ، وإنما هو واجب يحتمه الدفاع عن النفس .
---
هذه هي المرة الثانية التي أطلع بها على الكتاب .. وعبد الناصر هو البطل في حياتي .. هناك تمثال نصفي له في غرفة المكتب في بيتي ( كان قد أهداه لي أحد أزواج شقيقاتي ) .. صورة له معلقة على أحد جدران الغرفة ( رسمها الفنان بكر المصري ) .. صندوق صغير من الفضة محفورا عليه توقيعه الشهير بزواياه الحاده ( هدية من خالتي ، وهي حصلت عليه من الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا عندما أخذها جدي في أول أيام الوحدة بين مصر وسوريا لتحيته - جدي ( الدكتور مدحت البيطار ، وهو أحد مؤسسي حزب البعث مع الأستاذين ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار ( لا توجد صلة دم بين العائلتين رغم أنهما يحملان نفس الاسم ) .
كما أن والدي معجبا بالرئيس جمال عبد الناصر ، وقد تزوج بوالدتي سنة 1964 (ذروة المد الناصري) كما أن أسم شقيقتي الكبرى ( منى ) وأسمي أنا ، هما نفس أسماء بنت وأبن الزعيم الراحل .   

-------
الساعة الحادية عشر مساءا
كنت أنا وفريال نشاهد فيلم النهر الغامض Mystic River على أحد قنوات محطة MBC . كنا قد شاهدناه قبل خمس سنوات تقريبا في السينما أثناء اقامتنا بالكويت . الفيلم من إخراج كلينت ايستوود Clint Eastwood ، بطولة شون بن Sean Penn وتيم روبنز Tim Robbins . الفيلم انتاج سنة 2003 وبكلفة 30 مليون دولار . 
الفيلم يحكي قصة ثلاثة من الاطفال ( جيمي ، شون ، ديف ) يلعبون في الشارع لعبة الهوكي ثم ينصرفون إلى العبث بمسطح أسمتني على الرصيف وكتابة أسمائهم عليه ، وقبل أن يكمل ( ديف ) كتابة أسمه تقف بالقرب منهم سيارة ويترجل منها أحد الأشخاص موهما لهم بسلطته على هذا الحي وقدرته على محاسبتهم ويقوم بخطف ( ديف ) مع رجل آخر أكبر سنا ويقومان بحجزه والاعتداء عليه جنسيا لمدة أربعة أيام قبل أن يهرب بجرح عميق أورثه العزلة حتى عن اصدقائه .
بعد ثلاثين عاما " ديف : تيم روبنز " يتحدث مع أبنه في الشارع حتى يقف أمام ذلك المسطح الإسمنتي مستعيدا تلك الذكريات الحزينة وهو يقرأ أسمه الذي لم يكمل كتابته حينها . يبدو (  ديف )  زوجا هادئا ، لكنه لا يستطيع اخفاء ملامح الكآبة والاحباط اللذين يعبران عن عمق جرحه القديم ، وهذا ما ينعكس على حياته وعلاقته مع زوجته ويجعله في حالة من الحزن والحيرة .
" جيمي : شون بن " أب حان يدير محلا تجاريا ويقدم مشاعر كبيرة من الحب والعطف على زوجته وابنته من زوجته الأولى . يبدو في ظاهره شخصا قويا وصارما إلا أن هذه النفس ستنكشف عن ألم وضعف .
" شون : كيفن بيكون " ، محقق في الشرطة لا يعيش حياة مستقرة وهو ينتظر بشوق أن تعود إليه زوجته التي ترفض حتى محادثته عبر الهاتف .
يسوق القدر هؤلاء الثلاثة ليجتمعوا من جديد بعد أن اكتفوا بعلاقتهم اثر حادثة الخطف الرهيبة بمجرد البسمة الباردة وتبادل التحية عند لقاءاتهم العابرة في الحي كما يقول ( شون ) لصديقه المحقق الآخر ، حيث توكل مهمة التحقيق في مقتل أبنة ( جيمي ) إلى ( شون ) في حين أن ( ديف ) يأتي كأحد المتهمين بسبب بعض الدلائل . وسيكون المحقق ( شون ) مضطرا للتعامل عن قرب مع أصدقاء طفولته من دون أن ينسى ذلك الجرح الذي فرقهم .
ديف ) يأتي بآخر الليل ويداه ملطختان بالدماء ، يدخل للبيت وبمعونة من زوجته تنظف بقايا الدماء وتهدئ من روعه ليشرح لها قصة تبدو غير مقنعة بتاتا عن متشرد هدده بسكين فضربة على رأسه !
يبدو للزوجة بأن ( ديف ) قد نفس بجريمته عن غضبه العميق وحزنه المقيم من الحياة - شرعية العمل المباشر !
( جيمي ) مهتم بمعرفة من قتل ابنته ؟
تزداد الشكوك والاشارات بأن ( ديف ) هو من قتل ابنة ( جيمي ) - دون سند أو أدلة أو انتظار لتحقيق !
( جيمي ) يواجه ( ديف ) عند النهر ويهدده بالقتل أن لم يعترف بجريمته !
( جيمي ) يجهز على ( ديف ) ليطفئ نار غضبه وليثأر لابنته - شرعية العمل المباشر !
يهرع ( شون ) إلى ( جيمي ) لبلغه أن الأمن قد قبض على القاتل الحقيقي لأبنته !
( جيمي ) يقنع نفسه وزوجة ( ديف ) وصديقه ( شون ) - بالحوار الصامت - أن ( ديف ) قد نال جزاءه ، فهو ارتكب جريمة قتل في نفس ليلة مقتل ابنة ( جيمي ) - شرعية العمل المباشر !

-------
بعد منتصف الليل
توجهت لسريري متذكرا نداء الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر : " لم يعد أمام كل فرد حر إلا أن ينزل بنفسه إلى الشارع ويغير ما لا بد من تغييره " !
كما تذكرت نداء المفكر الباكستاني أبو الأعلى المودودي : " أن الزمن أصبح يدعو كل مسلم إلى تغير المنكر بيده " !
هكذا تقابل الغرب ( عبر سارتر العلماني الملحد ) والشرق ( عبر المودودي الإسلامي الأصولي ) على نقطة واحدة وفي زمن واحد دون قصد أو اتفاق !
أما أنا فقد استسلمت لنداء النوم !


                                                                                                                              خالد عبد الهادي