الأربعاء، 4 يناير 2012

الشيعة - محاولة للفهم

مفاتيح:
1- الإسلام: هو الدين الذي جاء به النبيّ العربيّ مُحمّد بن عبد الله. والإسلام هو: "إخلاص الدين والعقيدة لله تعالى" - كما عرفه ابن الأنباري - . أركانه خمسة: الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحجّ لمن استطاع إليه سبيلا. كتابه المقدّس: القرآن. أهمّ أعياده: الأضحى والفطر.
2- مُحمّد: وُلد سنة 570 م  في مكّة بعد وفاة أبيه عبد الله بأشهر قليلة. عند المسلمين رسول الله إلى الناس كافّة. دعاهم إلى عبادة الله وحده. من بني هاشم. توفيت أمّه آمنة وهو لا يزال طفلا. كفله جدّه عبد المُطّلب ثم عمّه أبو طالب. تزوّج خديجة بنت خُويلد وهو في الخامسة والعشرين من عمره. بدأ دعوته في مكّة فاضطهده أهلها فهاجر إلى المدينة حيث اجتمع حوله عدد من الأنصار سنة 622. فأصبحت هذه السنة بدء التاريخ الإسلامي أو الهجريّ. انتصر على المشركين في بدر سنة 624. وغُلب في أُحُد سنة 625. غير أنّه عاد وانتصر عليهم في معركة الخندق سنة 627. وكان انتصاره الحاسم يوم فتح مكّة فدخلها ظافرا سنة 630. ولحق بالرفيق الأعلى بعد أن حجّ حجّة الوداع. وأكمل الدين. وهو عند المسلمين خاتم الأنبياء والمرسلين. توفي سنة 632.
3- القُرآن: هو عند المسلمين كتاب الله العزيز و"تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" - سورة فصّلت -. ويُسمّى أيضا الفُرقان والذكر والتنزيل والمُصحف والكتاب. تتناول آياته جميع مجالات الحياة وخيري الدنيا والآخرة. حفظه الصحابة في صدورهم. وجمعه أبو بكر الصدّيق ودوّنه عُثمان بن عفّان في مصحف واحد، وهو ما يُتلى اليوم. تبلغ سور القُرآن 114 سورة ما بين مكّيّة ومدنيّة في ثلاثين جزءا وستّين حزبا.
4- فاطمة الزّهراء: بنت النبيّ. وُلدت بمكّة قبل الهجرة. لقّبت بالزّهراء لحُسنها. زوّجها الرسول من ابن عمه عليّ بن أبي طالب فولدت له الحسن والحُسين وأمّ كُلثوم وزينب. إليها ينتسب الفاطميّون. توفيت سنة 632 م.
5- خديجة: توفيت سنة 620 م. أولى أزواج الرسول. ولدت له، في أصحّ الروايات، القاسم، وبه كان يُكنّى، وعبد الله وزينب ورُقيّة وأمّ كُلثوم وفاطمة.
6- هجرة النبيّ: بايع النبيّ الأوس والخزرج (الأنصار) بعد إسلامهم، فغادر مكّة بصحبة أبو بكر مهاجرا إلى المدينة في 15 أو 16 تموز - يوليو - سنة 622 م. ومنها بدء التاريخ الهجريّ.
7- أُحًد: جبل يقع شمالي المدينة. عنده جرت المعركة بين المسلمين ومشركي قُريش بقيادة أبي سُفيان، فجرح الرسول وقُتل عمه حمزة سنة 625 م.
8- أبو ذرّ الغفاري (جُندب بن جُنادة): توفي سنة 652 م. صحابيّ من أقدم المؤمنين. اشتهر بتقواه وتقشّفه.
9- المقداد بن الأسود: توفي سنة 653 م. صحابيّ. أحد السبعة الذين كانوا أوّل من أظهر الإسلام. هاجر إلى الحبشة، قاتل في بدر وأُحُد.
10- سلمان الفارسيّ: توفي سنة 655 م. صحابيّ. دلّ المسلمين على حفر الخندق في غزوة الأحزاب. ولّاه عمر المدائن.
11- عبد الله أبو بكر الصدّيق: وُلد سنة 573 م. أوّل الخلفاء الراشدين من سنة 632 - 634. والد عائشة زوجة النبيّ. حارب أهل الرّدّة وهزم مُسيلمة الكذاب. توفي في المدينة سنة 634.
12- عائشة: توفيت سنة 678 م. بنت أبي بكر الصدّيق، أمّ المؤمنين. روت عن رسول الله كثيرا. لها فضائل ومناقب.
13- عُمر بن الخطّاب: توفي سنة 644 م. ثاني الخلفاء الراشدين سنة 634. أوّل من لُقّب بأمير المؤمنين. خلف أبا بكر الصدّيق. اشتهر بعدله. في أيّامه فتحت الجيوش الإسلاميّة الإمبراطوريّتين الساسانيّة والبيزنطيّة بقيادة عمرو بن العاص وأبو عُبيدة بن الجرّاح ويزيد بن أبي سُفيان وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقّاص. أنشأ "الديوان" لدفع رواتب الجيش، و"الأمصار" لإدارة الجند والمدن. اغتاله أبو لُؤلؤة الفارسيّ في المسجد.
14- طلحة بن عُبيد الله: توفي سنة 656 م. صحابيّ قُرشيّ. من العشرة المُبشّرة. قُتل في وقعة الجمل وهو بجانب عائشة.
15- الزبير بن العوّام: توفي سنة 656 م. صحابيّ قُرشيّ. ابن عمّة النبيّ. قاتل في جميع الغزوات. اغتاله ابن جرموز وهو يصلّي.
16- صخر بن حرب بن أُميّة (أبو سُفيان): توفي سنة 652 م. ثري مكّي قُرشي. من أشدّ المناوئين للإسلام. قاد المشركين في أُحُد والخندق. أسلم يوم فتح مكّة. والد مُعاوية مؤسّس الدولة الأموية.
17- العباس بن عبد المطلب: توفي سنة 653 م. عمّ النبيّ. من أكابر قُريش في الجاهلية والإسلام. إليه يُنسب العبّاسيّون.
18- حروب الرّدّة: عدّة معارك قام بها المارقون من الإسلام. واجهت الخليفة الأوّل أبا بكر. أهمّها معركة عقرباء التي قُتل فيها مُسيلمة.
19- الإمبراطوريّة البيزنطيّة: دولة تأسّست في القسم الشرقي من الإمبراطوريّة الرومانيّة من البوسفور حتى الفرات، في عهد أركاديوس سنة 395 م. عاصمتها القسطنطينية. أُنشئت أوّلا لمجابهة الفرس، وتوطّدت بعد تجزئة الإمبراطوريّة الرومانيّة إلى دولتين شرقيّة وغربيّة. أصبحت وريثة الإمبراطوريّة الرومانيّة بأسرها سنة 476. لعبت دورا هاما في الخلافات الدينية المسيحية وعجزت عن صدّ الفاتحين العرب بعد سنة 632 فانتزعوا منها سوريّة ومصر وشمالي أفريقيا وبلغوا حدود القسطنطينية مرارا. بلغت أوجها في عهد السُلالة المقدونية من سنة 8671057 التي اشتهر من ملوكها: باسيليوس الأوّل (867 - 886) ونقفوُرس الثاني فوكاس ويوحنا الأوّل تزيميسكيس. دخلت في صراع مستمر مع السُلالة الحمدانية في حلب. عملت الحروب الصليبية على تجزئتها وإضعافها سنة 1204. قضى عليها مُحمّد الفاتح واحتلّ القسطنطينية سنة 1453.
20- الإمبراطوريّة الفارسيّة: سُلالة فارسيّة قامت على أنقاض الأرشاقيّين الفرثيّين ودامت حتى الفتح العربيّ، 224 - 651 م. كانت عاصمتها المدائن. أسّسها أردشير الأوّل الذي استولى على طيسفون وقضى على أرطبان الخامس آخر ملك أرشاقيّ. من ملوكها شابور الأوّل والثاني وبهرام الخامس وكسرى الأوّل والثاني. غزت جيوشها أرمينيا وسوريّة ومصر، حاربها الروم البيزنطيّون. قضى الفتح العربيّ على آخر ملوكها يزدجرد الثالث.
21- فيروز أبو لُؤلُؤة: غلام فارسي. كان للمُغيرة بن شُعبة في المدينة. قتل الخليفة عمر بن الخطاب في المسجد سنة 644 م.
22- الهُرمُزان: من أمراء الجيش الفارسيّ في معركة القادسيّة سنة 637 م. انهزم إلى خوزستان حيث قاوم العرب مقاومة عنيفة.
23- عبد الرحمن بن أبي بكر: توفي سنة 673 م. صحابيّ. حضر وقعة الجمل مع شقيقته عائشة.
24- عُثمان بن عفّان: توفي سنة 656 م. ثالث الخُلفاء الراشدين سنة 644. قُرشي أمويّ. تزوّج برُقيّة ثم بأُمّ كُلثوم ابنتي النبيّ. جمع القُرآن. قُتل في داره إثر فتنة.
25- عبد الرحمن بن عوف: توفي سنة 652 م. صحابيّ قُرشيّ زُهريّ. من أوائل الداخلين في الإسلام.
26- سعد بن أبي وقّاص: توفي سنة 675 م. قرشيّ زهريّ. صحابيّ، أحد العشرة المبشّرين بالجنّة. قاد جيوش فتح فارس وانتصر على رستم في القادسيّة. بنى الكوفة.
27- (عبد مناف) أبو طالب بن عبد المطّلب: توفي سنة 620 م. عمّ النبيّ. والد عليّ. كفل ابن أخيه محمّدا بعد وفاة جدّه عبد المطّلب، ورعاه وقام على تنشئته.
28- الأمويُّون: هم سُلالة الخُلفاء المسلمين من بني أُميّة. حكموا 661 - 750 م. أوّلهم مُعاوية بن أبي سُقيان وآخرهم مروان الثاني. كانت عاصمتهم دمشق. تغلّب عليهم العبّاسيُّون فانتقلوا إلى الأندلُس وحكموا في قُرطُبة 756 - 1031. أوّلهم عبد الرحمن الملقّب بالداخل. قضى عليهم ملوك الطوائف.
29- قُريش: قبيلة عربية عظيمة من كنانة من العدنانيّة. أسياد مكّة وكبار تجّار القوافل. من فروعها الكثيرة: أُميّة ونوفل وزُهرة ومخزوم وأسد وجُمح وسهم وهاشم وتيم وعديّ.
30- دمشق: عاصمة  سوريّة على بردى في طرف بادية الشام. مملكة آراميّة سنة 940 قبل الميلاد. عاصمة الخلافة الأمويّة، بلغت أوج عزّها معهم وتقهقرت مع العبّاسيّين فتوالى عليها الطولونيّون والإخشيديّون والفاطميّون والأيوبيّون والمماليك. حصّنها نور الدّين زنكي وقاومت الصليبيّين. خرّبها هولاكو والمُغول سنة 1260 و1300 م وأحرقها تيمور لنك سنة 1400. احتلّها العثمانيّون سنة 1516. والمصريّون سنة 1832 - 1840. آثار غنيّة، منها: الجامع الأمويّ وقبور مُعاوية وصلاح الدّين والظاهر بيبرس وقصر العظم ومئات المساجد.
31- الكوفة: مدينة في العراق على ساعد الفرات غربا. مركز قضاء بمحافظة النجف. أسّسها سعد بن أبي وقّاص بعد معركة القادسيّة قرب الحيرة سنة 638 م. اتخذها عليّ بن أبي طالب مقرّا له وفيها قُتل. جعلها العبّاسيّون عاصمة سنة 749 قبل تأسيس بغداد. بالقرب منها النجف ومشهد عليّ أنجبت علماء ومحدّثين ونحويّين. كانت مع البصرة مركزا للثقافة العربيّة.
32- البصرة: مدينة في العراق على شطّ العرب. تأسّست سنة 636 م في عهد عُمر بن الخطّاب وازدهرت مع العبّاسيين وأصبحت والكوفة مهدا للدروس اللغوية ومركزا ثقافيا.
33- مُعاوية بن أبي سُفيان: توفّى سنة 680 م. مؤسّس السلالة الأمويّة. حكم سوريّة في عهدي عُمر وعُثمان. عارض عليّا وقاتله في صفّين سنة 657. فكان التحكيم. خليفة سنة 661. جعل عاصمته دمشق. اشتهر بدهائه وحسن سياسته.
34- مُحمّد بن أبي بكر الصدّيق: توفى سنة 658 م. أمير مصر. من أنصار عليّ المتفانين في نصرته. شهد معه الجمل وصفّين. ولأّه على مصر بعد استدعاء قيس بن سعد فقتله معاوية بن جديح من قوّاد عمرو بن العاص
35- حمزة بن عبد المطلب: توفي سنة 625 م. عمّ النبيّ. من سادات قُريش. قاتل في بدر واستشهد في أحد.
36- جعفر بن أبي طالب: توفي سنة 629 م. صحابيّ، ابن عمّ النبيّ. استشهد في مُؤتة وهو حامل اللواء فلم يتركه حتّى بترت يداه. كنّاه النبيّ بذي الجناحين.
37- مروان بن الحكم: ولد سنة 623 م، وتوفى سنة 685. الخليفة الأمويّ الرابع سنة 683. به انتقلت الخلافة من السفيانيّين إلى المروانيّين. دافع عن عُثمان واشترك في معركة الجمل. انتصر على القيسيّين أنصار ابن الزُّبير في معركة مرج راهط شماليّ دمشق واستولى على مصر. ضبط المقاييس والموازين. مات بالطاعون في دمشق.
38- صفّين: موقع في سوريّة على الفرات غربيّ الرّقّة. عنده تلاحم جيشا عليّ ومُعاوية في قتال انتهى بالتحكيم سنة 657 م. ممّا أدّى إلى ثورة الخوارج على عليّ.
39- دُومة الجندل: واحة في جوف السّرحان (السعودية، هي الجوف حاليا). اجتمع فيها الحكمان أبو موسى الأشعريّ وعمرو بن العاص بعد صفّين، ثم عقدا التحكيم في أذزُح.
40- أذرُح: مكان في الأردن بين معان وسلع. اشتهر بالتحكيم الذي عقد فيه بعد وقعة صفّين بين عليّ ومُعاوية سنة 658 م.
41- أبو موسى الأشعري: توفى سنة 665 م. صحابي. أحد الحكمين، مع عمرو بن العاص في تحكيم أذرح بعد صفّين.
42- عمرُو بن العاص: توفي سنة 664 م. قائد مُسلم شهير. فاتح مصر، بنى مدينة الفسطاط. توفي بالقاهرة.
43- الخوارج: أقدم الفرق الإسلاميّة. خرج رجالها على عليّ لأنّه رضي بالتحكيم إثر معركة صفّين. عسكروا في حروراء قرب الكوفة. أوقع بهم عليّ في النهروان قرب بغداد فتفرّقت فلولهم ثم اغتال عليّا أحدهم وهو ابن مُلجم. اشتهر من زعمائهم الضحّاك بن قيس الشيبانيّ وقطري بن الفجآة، ومن الشعراء عمران بن حطّان والطرمّاح بن حكيم. تفرّقوا فرقا كثيرة أهمّها الإباضيّة والأزارقة والصُفريّة. لاقت دعوتهم انتشارا واسعا بين البربر في إفريقية وحكمت منهم في المغرب سُلالة الرستميّين الإباضيّة.
44- عبد الرحمن ابن مُلجم: توفي سنة 660 م. خارجي. اغتال عليّ بن أبي طالب في مسجد الكوفة. قُتل.
45- يزيد الأول: وُلد سنة 645 م، وتوفي سنة 683. الخليفة الأمويّ الثاني سنة 680. ابن مُعاوية وميسون. في عهده قُتل الحُسين بن عليّ في كربلاء سنة 680. ثار عليه عبد الله بن الزُّبير في الحجاز. عُرف بميله إلى اللهو والخمرة. توفي قرب حمص.
46- معركة الجمل: معركة جرت بين عليّ بن أبي طالب وطلحة والزُبير وعائشة سنة 656 م. وفيها عقر جمل عائشة وأُعيدت مكرّمة وندمت بعدها على خروجها.
47- نهروان: موقع في العراق بين بغداد وواسط. حدثت فيه معركة شهيرة بين عليّ بن أبي طالب والخوارج سنة 658 م.

لمحة تاريخية:
حتى يمكن فهم السمات المميزة للمذهب الشيعيّ، لا بد لنا أن نرجع إلى أيام الإسلام الأولى، وإلى الحرب الأهلية التي نشبت بين المسلمين بعد جيل واحد من وفاة النبيّ.
فالنبيّ مُحمّد كان حامل رسالة إلهية ومجاهدا في سبيلها في نفس الوقت وبموته توقف الوحي، وبقيت كلمة الله: القُرآن في الدنيا، وفي التاريخ، وكان التحدي الذي واجهه خلفاء رسول الله، هو كيف يمكن التوفيق بين وجود الله الدائم والثابت في التاريخ - من خلال القُرآن - من جهة وبين الحكم الدنيوي من جهة أخرى.
وقد فرض هذا التحدي نفسه عقب وفاة الرسول مباشرة.
لم يترك الرسول أي وصية، ولم يعيّن أي خليفة له، كما لم ينجب ابنا فنشأت الحاجة الماسة إلى شخص يرشد ويحمي الجماعة الإسلامية الآخذة في التزايد.
لكن السؤال الذي طرح نفسه هو: كيف سيتم اختيار هذا الشخص، وعلى من سيقع الاختيار؟

كان من الواضح تماما وبشكل يقيني بالنسبة لفاطمة بنت الرسول التي عاشت بعد وفاته أن الرجل الذي يجب اختياره هو زوجها عليّ بن أبي طالب، فهو لم يكن زوج ابنة الرسول وحسب، لكنه كان أيضا ابن عمه ويكاد يكون ابنه بالتبني، وباستثناء خديجة زوجة الرسول الأولى، كان عليٌّ أول من اعتنق الإسلام، وقد اعتنق هذه العقيدة الجديدة في سن مبكرة وهو ما زال فتى صغيرا، وهذا يعني أنه لم يركع قط للأوثان التي كانت منصوبة في معابد مكّة الوثنية، على عكس كل من اعتنقوا الإسلام. لقد كان عليّ هو من غطى هجرة مُحمّد عندما هاجر من مكّة إلى المدينة (كان حينها عليّ يبلغ الثانية والعشرين عاما، يطوي بمفرده الصحراء. فبعد ثلاثة أيام من خروج النبيّ، وبعد ذلك المشهد المحير من الفداء واليقظة، أنهى مهام النبيّ في مكّة، ثم تركها على عجل، وأخذ يقطع البيداء ماشيا. احتزم سيفا، وطأطأ رأسه، غارقا بالتفكير في المستقبل، وهو يشتعل إيمانا. يطوي البيداء ليلا ونصفا من النهار، ويركن إلى الراحة في زاوية النهار حينما تحتدم نيران الظهيرة لهبا. فيصل قباء بعد خمسة عشر يوما من انطلاقه من مكة، ويقيم مع النبيّ في دار كُلْثُوم بن هِدْم الأَوسي)، وكان هو أيضا نائب الرسول (عندما حلّ موسم الحج، وحتى ذاك التاريخ لم يشارك النبيّ إلاّ في مراسم العمرة فقط، وكان ولا زال المشركون على تقليدهم الأول يشاركون المسلمين في الحج. وأمر عليّا بقراءة سورة البراءة (التوبة) على الملأ حين اجتماع الحجيج - بعد نزول سورة البراءة قال النبيّ: "لابد أن اتعهد بإبلاغ هذه السورة بنفسي أو يبلغها رجل منّي"... ثم كلف عليّ بهذه المهمة - لكي يعلم المشركون أن الأحلاف الجاهلية قد نُقضت وإن لا حق لهم بعد هذا العام في المشاركة بالحج. فقد أراد مُحمّد أن يؤدي مراسم أول وآخر حجة له حيث طُهّر الحج - وهو مظهر قوة الإسلام المعنوية والسياسية - من لوث الشرك) وحامل راية الإسلام في فتوحات المسلمين الأولى، كما جرح في معركة أُحُد ستة عشر جرحا، وكما قال عنه الرسول: "عليّ أخي في الدنيا والآخرة" (بادر النبيّ في أوائل أيام دخوله المدينة إلى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. فأمر أن يرتبط كل مهاجر مع أنصاري بعقد أخوة. وأستثنى من ذلك أخاه، فقد اختار لأخوته شخصيا عليّ بن أبي طالب مع إنهما مهاجران)، كما قال في حديث آخر: "إِنَّ اللَّهَ تعالى أَمَرَنِي بُحِبُّ أرْبَعَةً، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ: إِنَّ عَلِيًّا مِنْهُمْ وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ"، من ذا إذن عنده من المزايا التي تفوق مزايا عليّ ليتولى قيادة جماعة المسلمين؟ ألم يكن لعليّ ما يشبه الحق الثابت في خلافة الرسول؟

ولكن آخرون فكروا بطريقة مختلفة. فعقد اجتماع على عجل ضم مجموعة من أصحاب النبيّ المقربين إليه (ولم يكن عليّ موجودا بينهم) واختاروا أبا بكر، والد عائشة الزوجة المفضلة للنبيّ الذي وافته منيته وهو في بيتها، ليكون خليفة رسول الله. وفي الحقيقة، كان أبو بكر أكثر من مجرد والد زوجة للرسول. فقد كان أوّل الراشدين الذين آمنوا بالإسلام، ولم يتذبذب إيمانه على الإطلاق، وقد كرس أبو بكر حياته ونفسه للنبي تكريسا مطلقا وكان هو الشخص الذي اختاره النبيّ ليصاحبه في هجرته من مكّة إلى المدينة، وشخصيته الاجتماعية في الجاهلية. وقد قال الرسول فيه: "مَا أَحَدٌ أَعْظَمُ عِنْدِي يَدًا مِنْ أَبِي بِكْرٍ، وَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَأَنْكَحَنِي ابْنَتِهِ"، كما قال في حديث آخر: "أبو بكر وعُمر بن الخطّاب مني بمنزلة السَّمْعُ وَالْبَصَرُ". وقد أجمع أصحاب النبيّ على أن أبا بكر رفيق رسول الله، البسيط التقي، ذا الولاء الذي لا يتحول، سيحافظ على وحدة الجماعة الجديدة.
إلاّ إنه شيخ متعب أكلته السنون، مضافا إلى أنه متساهل يعوزه الحزم في كل عمل. ومسؤولية سياسية واجتماعية ملؤها الأخطار أكثر جدّية من أن تأتي منسجمة مع روح من هذا القبيل.

تلقى أبو بكر البيعة من جماعة المسلمين، بما في ذلك بيعة عليّ فيما بعد (كان عُمر بن الخطاب صارما في دعوة عليّ إلى مبايعة أبي بكر كما جاء في بعض الروايات التي ترجح صحتها، وخلاصتها: "أن عُمر أتى منزل عليّ وبه طلحة بن عُبيد الله والزبير بن العوّام ورجال من المهاجرين فقال: وَاللَّهِ لأَحْرِقَنَّ عَلَيْكُمْ الدار أَوْ لَتَخْرُجُنَّ إِلَى الْبَيْعَةِ، فخرج الزبير مصلتا بالسيف فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه ...".
أو قال لهما في رواية أخرى: "وَاللَّهِ لَتُبَايِعَانِ وَأَنْتُمَا طَائِعَانِ أَوْ لَتُبَايِعَانِ وَأَنْتُمَا كَارِهَانِ".
دخل أبو سفيان على عليّ والعباس بن عبد المطلب يثيرهما ويعرض عليهما النجدة والمعونة، ويهيب بعليّ باسمه. ثم بالعباس باسمه: "يا عليّ! .. وأنت يا عباس! .. ما بال هذا الأمر في أذلّ قبيلة من قُريش وأقلها؟ .. وَاللَّهِ لو شِئْتُ لأَمْلأَنَّهَا عَلَيْهِ - يعني أَبَا بَكْرٍ - خَيْلا وَرَجُلا وآخذها عليه من أقطارها". فيجيبه عليّ بما هو أهله: "لا وَاللَّهِ لا أُريد أن تملأها عليه خَيْلا وَرَجُلا، وَلَوْلا أَنَّا رَأَيْنَا أَبَا بَكْرٍ لذلك أَهْلا مَا خَلَّيْنَاهُ وَإِيَّاهَا") واستمرت خلافته لمدة عامين، قام خلالها بتوحيد صفوف المؤمنين، الذين واجهوا أزمة الرّدّة بينهم عندما توفى الرسول وكان هناك من يظنون أنه خالد لا يموت، وقد كان الإنجاز الذي حققه أبو بكر أن بيّن للمؤمنين الذين تملّكهم الفزع، أنه ينبغي على الإنسان ألا يعبد إلا الله، لأنه هو الحي الخالد، أما مُحمّد فهو من البشر رغم أنه رسول الله.

وبعد وفاة أبي بكر أفلت النجاح في المنافسة من عليّ مرة أخرى. فلقد تمت البيعة للرجل الذي أوصى به أبو بكر، وهو عُمر بن الخطّاب، السياسي والمحارب العظيم - الخشن والمتعصب وفي غاية الجدّية (عنصر اصولي). لا يحيد ولا يتسامح في تطبيق ما يراه عدلا. وقد كان دخوله الإسلام عاملا في تقوية أصحاب مُحمّد القلائل في مكّة - في أول جيل من المسلمين، الذي قوّضت جيوشه قوة الإمبراطوريتين البيزنطيّة والفارسيّة اللتين قسمتا بلاد الشرق بينهما لعدة قرون. ومع ما كان عليه من لياقة تنفيذية عالية وجدية في مقام العمل، إلاّ أنه لم يتوفر على ملكة الإبداع والاستنباط. كانت روحه قوية، لكن فكره كان أفقيا. فالرجل الذي دلّل على تمتعه بإمكانية عالية في مجال العمل كان يبدو ضعيفا جدا حينما تعرض مسألة عقيدية أو مشكلة فكرية، وقد كان نفسه يعترف دائما بأخطائه الفكرية. وكان عُمر قد أنشأ خارج المسجد النبوي مقاعد من الحجر أو الخشب ليجلس عليها الناس للاستراحة أو المحادثة أو المناشدة. وعندما قتل عُمر على يد عبد فارسي (فيروز أبو لُؤلُؤة من سبايا الفرس بالمدينة، وقد روى عبد الرحمن بن أبي بكر: "أنه رأى هذا الرجل مع الهُرمُزان وجفينة قبل مقتل عُمر جالسين يتحدثون، فلما فاجأهم قاموا وقوفا فسقط بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، وهو الخنجر الذي حمله فيروز لقتل عُمر وقتل نفسه ان أخذ بفعلته". والهُرمُزان أمير زالت عنه الإمارة بعد ذهاب الدولة المجوسية، وجفينة من أهل الأنبار وهم على ولاء للفرس، وأبو لُؤلُؤة فارسي شديد الحقد على المسلمين لم ينس أسره ولم يزل كلما جيء إلى المدينة بأسرى من وقعات فارس مسح رؤوسهم وتوعد المسلمين أجمعين). اختار المجلس الذي عيّنه وهو على فراش موته عُثمان بن عفّان، خليفة له، فلما حضرته الوفاة سألوه أن يستخلف، أبى أن يخلف أحدا من أهله، وسمى عليّ بن أبي طالب وعُثمان بن عفان وطلحة بن عُبيد الله والزبير بن العوّام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص "أَنَّهُمْ نَّفَرِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَأَيُّهُمُ اسْتَخْلَفُ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ". وقد أعطى عليٌّ البيعة لكل من عُمر وعُثمان على مضض ولم يحدث إلا بعد قتل عُثمان هو الآخر أن أصبح عليّ الخليفة الرابع.

*       *       *       *       *       *       *

كانت تكمن وراء مشاكل الخلافة مجموعة معقدة من القوى القبلية والشخصية والاجتماعية والاقتصادية، التي لا يزال صداها واضحا في العالم الإسلامي حتى اليوم. فأهل مكّة، أول من تلقوا الرسالة السماوية بواسطة الرسول، كانوا ينتمون إلى مجموعات قبلية مختلفة. وطبقات اجتماعية متباينة - التجار والعمال والعبيد. وكانت الطبقتان الأخيرتان، بطبيعة الحال، أوّل من تقبل وبلهفة شديدة رسالة العدل والنظام الاجتماعي الجديد التي أوحي بها لمُحمّد، أما طبقة التجار فقد رفضوها باستثناء قلة صغيرة. أما عليّ، فقد اعتبر واحدا من الفقراء والمضطهدين، فأبوه كان من الفقراء لدرجة أنه اضطر إلى أن يتجه إلى أقاربه (بمن فيهم الرسول) يطلب منهم العون كي يربي أبناءه. وكان كبير التجار هو أبو سُفيان، من فرع بني أُميّة من قبيلة قُريش (القبيلة التي كان ينتمي إليها كل سكان مكّة، بمن في ذلك الرسول).

كانت مكّة في القرن السابع الميلادي أكبر مركز تجاري في بلاد العرب. وكانت القبائل تنقل تجارتها كل عام إلى دمشق وما بعدها. ورغم أن الخليفة عُثمان كان من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام إلا أنه كان ينتمي إلى فرع بني أُميّة مثل أبو سُفيان. وقد تقبل أبو سُفيان الإسلام في وقت متأخر وبعد أن أصبح من الواضح أن العقيدة الجديدة ستحرز النصر. كان عُثمان نفسه تاجرا ثريا، وخلال خلافته التي دامت اثني عشر عاما وصلت الثروة التي كانت تصب في كل من مكّة والمدينة أبعادا كبيرة، بسبب فتوحات جيوش عُمر. وقد حاول عُمر الذي كان يتسم بالبساطة والتقوى والحزم والعدالة في حكمه أن يضع حدا للفساد الذي نتج عن هذه الثروة بالضرورة. وقد روي عنه أنه قال وهو على فراش الموت "والله لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فرددتها إلى الفقراء". أصحابها الحقيقيين.

اتخذ الخلفاء الراشدين الثلاثة، المدينة مقرا للخلافة وبذلوا من العناية في تحسين مسجد قباء (أول مسجد في الإسلام)، وخصوصا الخليفة عُثمان فانه وسعه وزاد فيه وأوقف عليه الحجّاب والخدم.
كان عُثمان رجلا ربعة، ليس بالطويل ولا القصير، حسن الوجه لولا ما عليه من أثر الجدري، كبير اللحية عظيمها وكانت مخضبة بالحناء، أسمر اللون، أصلع الرأس، عظيم الكراديس، عظيم ما بين المنكبين، وكان يخطب واقفا على المنبر وقد توكأ على سيف.
أما عليّ وهو من اشتهر بكرم الخلق. فوق الربعة ضخم العضل جميل الخلقة وقد خطه الشيب فلم يصبغ شعره، وتأنس فيه - على شدة هواجسه - ابتساما ظاهرا في وجهه فتشعر عند رؤيته بارتياح وتستأنس بطلعته.. 
لم يكن الخليفة عُثمان - وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وتولى الخلافة سنة 644 م - من نفس نوع عُمر وربما كانت الظروف التي أعقبت الفتوحات الخارقة تفرض عليه إرضاء الجميع، ولم يفرّق بين ماله الخاص ومال بيت المال فأخذ يوزع الأموال والعطايا بسخاء - فعزل الولاة الذين كانوا قبله ممن ولاهم الخليفة عُمر، وولى مكانهم رجالا من بني أمية أي من أقاربه ووسع أبواب الرزق لأهله وضيقها على سواهم، وصعد بنو أمية بسرعة إلى أعلى المناصب القيادية في الأقاليم - حيث بنوا لأنفسهم القصور الفاخرة، المكتظة بمظاهر الترف الإمبراطوري بما في ذلك اقتناء العبيد والجواري.
الأمر انتهى بقيام المسلمين عليه حتى تحدثوا في عزله، وكانت الفتنة المشهورة. فأهل الولايات نقموا على عُثمان لأنه آثر ذوي قرابته، وأهل مصر خرجوا يلتمسون المدينة ليشكوا إلى عليّ (أشتهر عنه غوث المظلومين) لعله يتوسط فيما بينهم وبين عُثمان. وكذلك أهل البصرة وأهل الكوفة. وقد أنبه عليّ، فاستدعاهم عُثمان إلى المسجد النبوي ليخطب فيهم ملتمسا لنفسه عذرا، بعدما تذمروا من تصرفه..
فانتصب قائما ويمناه على السيف وهي ترتعش لعظم تأثره، ثم مسح لحيته بيساره ومشط شعرها بأصابعه والرعدة بادية عليه لشدة اضطرابه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على الرسول ثم قال بصوت متقطع:
- يا أهل الأمصار، قد جئتم من البلاد البعيدة تطالبونني بأمور لم أكن أنا الذي أرتكبها وحدي، فإِنَّ صَاحِبَيَّ اللَّذَيْنِ توليا أموركم قَبْلِي (يريد أبا بكر وعُمر) قد ظَلَمَا أَنْفُسَهُمَا وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِي قَرَابَتَهُ. وَأَنَا فِي رَهْطِ أَهْلِ عَيْلَةٍ وَقِلَّةِ مِعَاشٍ، فَبَسَطْتُ يَدِي فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، لِمَكَانِ مَا أَقُومُ بِهِ فِيهِ .. فَإِنْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ خَطَأً فَرُدُّوهُ فَأَمْرِي لأَمْرِكُمْ تَبَعٌ. وأما ما تريدونه من الفتنة أو الخلع فإنكم قد أسرعتم فيما عزمتم، ووالله لئن فارقتكم إنا لتتمنون أن عمري كان عليكم مكان كل يوم سنة لما سترون من الدماء المسفوكة والإحن والاثرة الظاهرة والأحكام المغيرة.
كان عليّ في أثناء الخطاب مطرقا مصغيا لا يبدي حراكا حتى أتى عُثمان على الفقرة الأخيرة، فحرك عليّ حاجبيه وحنى رأسه تصويبا لقوله "لما سترون من الدماء المسفوكة...".
أما أهل الشام فانهم على عهد عُثمان، لأن عاملهم معاوية بن أبي سفيان من أقرباء الخليفة، وأما أهل الأمصار الثلاثة الباقية فنقموا على هذا الرجل وجاءوا في رجالهم يطالبونه بما اقترف، ويطلبون خلعه وتولية غيره مكانه. كان هناك فريق يمثله ابن الخليفة الأول محمد بن أبي بكر يعتقد بأن الأليق بالخلافة من هؤلاء جميعهم عليّ ين أبي طالب، فاته ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ووصيه. ولكن بين الصحابة الذين يطمعون في الخلافة اثنين آخرين هما طلحة والزبير. فالخلافة إذا خلع عُثمان، تنازعها ثلاثة: عليّ، وطلحة، والزبير. فوفد مصر يريدونها لعليّ، ووفد الكوفة يريدونها للزبير، ووفد أهل البصرة يريدونها لطلحة، ولكنهم متفقون جميعا على خلع عُثمان. أما عليّ فلا رغبة له في الخلافة، ولكنه يخاف الفتنة بين المسلمين بسبب ذلك الخصام..

يومها دخل عليّ بن أبي طالب إلى مرقد الرسول مناجيا له بصوت يتخلله تحرق وزفير..
"قم يا رسُولُ الله تعهد أُمَّتِكَ وأنظُرْ إلى ما آلت إليه حالها من بعدك، لقد بَعَثَك الله نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً وَلَا يَدَّعِي نُبُوَّةً. وقد كانوا على شرّ دين في شرّ دار، يشربُون الكدر ويأكُلُون الجشب ويعبدون الأصنام ويسفكُون الدماء ويقطعُون الأرحام. فَسَقتَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ وَبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ وَاطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ، وجَعَلَ الله الاْسْلاَمَ أَمْناً لِمَنْ عَلِقَهُ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ، وَنُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ، وَفَهْماً لِمَنْ عَقَلَ، وَلُبّاً لَمِنْ تَدَبَّرَ، وَعِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ، وَنَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ، وَثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ. فقام بنصرته قَوْمُ دُعُوا إِلَى الإِسْلَامِ فلَبِوه قَرَأُوا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوه، قَوْمُ لَا يُبَشَّرُونَ بِالأَحْيَاءِ ولَا يُعَزَّوْنَ بالْمَوْتَى .. مُرْه الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ، خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّيَامِ، ذُبُلُ الشِّفَاه مِنَ الدُّعَاءِ، صُفْرُ الأَلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ، عَلَى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِينَ..
قد كنت يَا رَسُولَ اللَّه تأكل على الأرض، وتجلس جلسة العبيد وتخصفُ نعلك بيدك وترقعُ ثوبك بيدك وتَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعُارْيَ، وَلقد  يَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِك عليه التَّصَاوِيرُ فتقُولُ يَا فُلاَنَةُ من أَزْوَاجِكَ (غَيِّبِيهِ عَنِّي، فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ ذَكَرْتُ الدّنيا وَزَخَارِفَهَا). وكنت يَا رَسُولَ اللَّه إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَأَحْجَمَ النَّاسُ تقَدَّمَ أَهْلَك فَتَقَي بِهِمْ أَصْحَابَك حَتَّى قُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ، وقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ وقُتِلَ جَعْفَرٌ يَوْمَ مُؤْتَةَ، وهَذِهِ هي سنتك وتِلْكَ هي قدوتك. فلما فارقتنا خلفك شيخ (أبو بكر) حارب المُرْتَدِّينَ وأيد الدين القويم، وخلفه رَجُلٌ فَتَحَ الأمصار ودَوَّنَ الدَّواوين وشاد للعدل منارا فاعتز به الاْسْلاَمَ وامتدت رايته عَلَى العراق وفارس ومصر والشام وفر من وجهه كسرى وقيصر. وَالنَّاسُ يَوْمئِذٍ مُجْتَمِعُونَ حول الدعوة آخذون بناصرها بقلب واحد، حتى تولاهم عُثمان وهو شيخ صادق الاْسْلاَمَ ولكنه استأثر بالسلطة وآثر أهله على سائر المسلمين فقاموا عليه قومة رَجُلٌ واحد، وتجمعوا على نبذ طاعته وأقروا على خلعه لا ترهبهم خلافته ولا يخشون سطوته .. كأن النَّاس إنما أذعنَوا لأهلِ السابقة من الصحابةِ لما كانوا فِيهِ من الذهول، والدَّهشة لأمر النٌّبوّة وتردُّد الوَحي وتنزل المَلائِكَةُ، فلما انحسر ذلك العباب وتنوسي الحال واستفحل الملك أنفت نفوس المسلمين من غير قريش، وهان عليهم نبذ طاعة الصحابةِ حَتَّى بلغ من جرأتهم التمرد عَلَى الخليفة فعظمت اَلْفِتْنَةُ وخفت ما خوفتنيه يَوْمٍ سَأَلْتُكَ عَنْ اَلْفِتْنَةُ فقلت لي: "يَا عَلِيُّ إِنَّ أُمَّتِي سَيُفْتَنُونَ بَعْدِي بِأَمْوَالِهِمْ وَيَمُنُّونَ بِدِينِهِمْ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَتَمَنَّوْنَ رَحْمَتَهُ وَيَأْمَنُونَ سَطْوَتَهُ وَيَسْتَحِلُّونَ حَرَامَهُ بِالشُّبُهَاتِ اَلْكَاذِبَةِ وَاَلْأَهْوَاءِ اَلسَّاهِيَةِ" آه يَا رَسُولَ اللَّه ولقد طالما نصحت لهذا الخليفة أن لا يكون إمام هَذِهِ اَلْأُمَّةِ اَلْمَقْتُولَ، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ: "يُقْتَلُ فِي هَذِهِ اَلْأُمَّةِ إِمَامٌ يَفْتَحُ عَلَيْهَا اَلْقَتْلَ وَاَلْقِتَالَ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَيَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَيْهَا وَيَبُثُّ اَلْفِتَنَ فِيهَا". ولكنه انْصَاعْ إلى شَابٌّ من أهل قرابته (مروان بن الحكم) يسوقه حيث شَاء بعد جلال السنين وتقصي العمر"..
فلما بلغ عليّ إلى هذا القول تنهد سمع زفيره ، ثم بكى بكاء شديدا، ثم قال: "هَذِهِ هي حال أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّه .. فإني أشكوا إليك قَوْما افترقوا بعد أُﻟْﻔَﺗِﻬم وتشتّتوا عن أصلهم، فكل مِنْهُمْ آخِذٌ بِغُصْنٍ أَيْنَمَا مَالَ مَالَ مَعَهُ، حَتَّى أصبحت الْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ وَالْأَيْدِي مُخْتَلِفَةٌ وَالْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ، أما أنبأتك صَفِيَّتِكَ (فَاطِمَةَ) اَلنَّازِلَةِ بجِوَارِكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا. وإِنِّي أَخَافُ أن ألحق بكما والحال عَلَى ما وصفت، فأستحيي أن أحمل إليك خبر هَذِهِ اَلْفِتْنَةُ التي أخافها أن تفرق كلمة الإِسْلَامِ .. فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ أن يجمع كلمتنا ويلم شعثنا ويأخذ بناصرنا فنعلم مكان الخلافة منا وَاَلسَّلاَمُ عَلَيْكُ حتى نلتقي".. 

ازدادت المعارضة لعُثمان، ولم تأت المعارضة من هؤلاء الذين شعروا بأنهم لم ينالوا المكافأة التي يستحقونها فحسب، بل من أولئك الذين اعتقدوا أن النقاء الأصلي للإسلام يواجه تحديا خطيرا، وأن الانغماس في أمور الدنيا قد أخذ يخنق كلمات الحق. وانتشر السخط في الأقاليم، خاصة في الكوفة والبصرة في العراق وفي مصر (كان عُثمان قد عاهد المصريون ووعدهم بالإصلاح. لكنه لم يعدهم إلا خداعا. فبعد خروجهم من المدينة - كان عليّ قد فض بينهم وبين عُثمان بعد أن وعدهم الثاني خيرا - عادوا في غضب. وقال يومها عليّ "ما بال هَؤُلاء الْقَوْمِ لَا يَرِيحُونَ لَنَا بالا، إني أرى مشكلتهم هذه لا تنحل إلا بفِتْنَةً تؤول إلى الفشل، فَوَاَللَّهِ إنهم يرومون أمرا عظيما أخشى مِنْهُ اختلال الحال". فقد أرسل عُثمان إلى عامله بمصر يأمره فيها بجلد زعماء المصريين الذين قدموا إلى المدينة للشكوى وحبسهم وحلق لحاهم وصلب بعضهم - كانت الصحيفة قد وقعت بيد المصريين - فما كادوا يخرجوا حتى لقوا غلام عُثمان على بعير من أبل الصدقة .. ففتشوا متاعه فوجدوا معه الصحيفة - وبذيلها ختم عُثمان "لتصبرن أو لتندمن". كان مروان بن الحكم - ابن عم عُثمان - غائبا في الشام ولم يأت المدينة إلا ساعة الغروب في ذلك اليوم، وقد أغرى عُثمان بذلك). وفي أوائل عام 656 م سارت الفرق العسكرية الثائرة إلى المدينة عاصمة الإمبراطورية الإسلامية في ذلك الوقت، وحاصرت منزل الخليفة (الزوراء: أسم سوق المدينة، وبقربه أحجار الزيت وهو موضع صلاة الاستسقاء، ويُطلق على منزل الخليفة عُثمان أيضا، وكان منزله خلف المسجد النبوي، فناؤه واسع محاط بسور منيع له باب ضخم في وسطه خوخة)، وبعد أربعين يوما من الحصار اقتحمت المنزل واغتالت عُثمان البالغ من العمر اثنين وثمانين عاما وهو جالس يقرأ القُرآن وبجانبه زوجته نائلة بنت القرافصة (وكانت نائلة ذات مقام رفيع لزواجها بالخليفة .. على إنها لم تكن من قريش ، بل من بني كلب من القحطانية، وكان والدها من القرافصة نصرانيا يقيم في الكوفة، وكانت عاقلة حسنة الخلق. ولم تكن ترتاح إلى مروان بن الحكم لنزقه وطيشه، وكثيرا ما كانت تخالفه فيما يشير به على زوجها حتى انتهرته مرارا ورغبت إلى زوجها أن لا يصغي إليه ولكنها لم تكن تبالغ في جفائه احتراما لقرابته منه). وتهافت الناس على بيت عُثمان للنهب والسلب وعلت الغوغاء واشتغل كل بنفسه.

هوى بتلك الأحداث ركن عظيم من هيكل الخلافة، واصطدم الإسلام وأهله صدمة زحزحتهم عن الطريق التي استقاموا عليها وبقى القرآن قائما على صراطه {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وفتح للناس بابا لتعدي الحدود التي حدها الدين، فقد قتل الخليفة بدون حكم شرعي، وأشعر الأمر قلوب العامة أن شهوات تلاعبت بالعقول في أنفس من لم يملك الإيمان قلوبهم، وغلب الغضب على كثير من الغالين في دينهم. وتغلب هؤلاء وأولئك على أهل الأصالة منهم فقضيت أمور على غير ما يحبون.

كان مقتل عُثمان هو الشرارة التي فجّرت الحرب الأهلية التي قسمت المسلمين في القرن السابع الميلادي، وأحدث انقسامهم شرخا لا تزال آثاره ظاهرة إلى الآن في التاريخ الإسلامي. كان عليّ موجودا بالمدينة خلال وقوع هذه الأحداث العنيفة. ورغم تعاطفه مع المتمردين، إلا أنه كان مرتبطا بيمين البيعة والولاء لعُثمان، وحاول أن يلعب دور الوسيط لكن دون جدوى، لما له من المكانة عند الخليفة وغيره من المسلمين. وقد ذهب في ولائه إلى حد أنه أرسل ولديه للدفاع عن عُثمان. لما رأت نائلة بنت القرافصة زوجة الخليفة عُثمان مقتولا حملت يدها والدم يسيل منها وخرجت من الغرفة وهي تبكي، ونادت الحسن والحسين فدخلا. فرأيا عُثمان مذبوحا يتخبط في دمه فصاحا: "كيف يقتل عُثمان ونحن في داره؟ ما الذي نقوله لوالدنا إذا سألنا عن ذلك؟". وقد ضغط المتمردون لكي يقبل عليّ الخلافة، لكنه رفض أن يأخذها منهم وحدهم، لكنه قبلها عندما سانده معظم أشراف مكّة والمدينة وكان من بينهم من تبقى من أصحاب النبي. وبويع خليفة في المدينة بعد مقتل عُثمان بستة أيام.

ورفض البعض البيعة على أساس أن جماعة المسلمين الحقة لم تستشر. وكان من أهم الرافضين شأنا مُعاوية حاكم سوريّة، فعندما استولت جيوش المسلمين على دمشق العاصمة الإقليمية الثرية للروم، خلال السنوات الأولى من خلافة عُمر كان من الطبيعي أن يحصل بنو سُفيان على حكمها. فهم بحكم كونهم تجارا كانوا على صلة دائمة بالمدينة ومواطنيها، ويملكون الخبرة والمهارة اللازمة لذلك. والآن وبعد أن انتقل الحكم إلى ابن أبي سُفيان الثاني مُعاوية، وهو رجل ذو مقدرة متميزة، استطاع أن يحافظ على هدوء ولايته خلال الاضطرابات التي عمّت الإمبراطورية وبما أنه مثل عُثمان ينتمي إلى فرع بني أُميّة، لم يكن من الغريب بالنسبة له أن يطالب بالبحث عن قتلة الخليفة وضرورة معاقبتهم طبقا لما جاء في القُرآن. وذهب إلى أبعد من ذلك بأن اتهم عليّا بأنه مسؤول مسؤولية مباشرة عن الأحداث الدامية التي وقعت في المدينة.

وقد تردد عليّ في اتخاذ أي إجراء، إذ أنه كان يكره أن يشرع في أي إجراء ضد أتباعه وضد المسلمين الآخرين، وحاول ان يستبدل مُعاوية وآخرين من بني أُميّة ممن عيّنهم عُثمان بولاة من عنده. لكن ولاته لم يستطيعوا دخول دمشق. وبدأ الجانبان في حشد قواتهما والإعداد للصراع الدنيوي، الذي بدأت تتضح حتميته.

دارت المعركة الفاصلة في "صفّين" على نهر الفرات. التي لا تبعد كثيرا عن حلب. وواجه المسلم أخاه المسلم. لكن من أجل ماذا كانوا يحاربون؟ من أجل العقيدة أو من أجل السلطة؟ من أجل المبادئ أم من أجل الغنائم؟ من أجل ثواب الله أم من أجل مغانم الجاه والنفوذ. كان تكوين الجيشين مختلفا تمام الاختلاف. إذ كان جيش عليّ يضم الكثير من المحاربين المتزمتين الذين احتفظوا بالحماسة الصلبة لأيام الإسلام الأولى. شأنه في ذلك شأن كل الجيوش القائمة على النهج الفردي والمتطوعين. كان ينقصه النظام ولا شك. حيث كان لكل فرد فكرته الخاصة لما يجب فعله. أما جيش مُعاوية فقد كان على درجة أعلى من النظام. تحت قيادة قائد قدير يعرف تماما ما يريده، ومصمما على الحصول عليه. هكذا كانت المواجهة بين الإسلام الثوري، وبين الجهاز المتطور للإمبراطورية الإسلامية القوية، ولا يمكن هنا أن يقال ان الصراع كان بين الخير والشر أو بين الحق والباطل. إذ أن الخير والحق لم يكونا حكرا على أي منهما. ولعل هذا هو السبب الذي جعل الصدام بينهما مرا لهذه الدرجة، ونتائجه بعيدة المدى إلى أكبر حد.
بعد ثلاثة أيام من القتال المتقطع. كان يبدو أن قوات عليّ بدأت في الظهور على قوات مُعاوية. رغم تفوق الأخيرة من ناحية التجهيزات العسكرية. ولذا لجأ مُعاوية إلى حيلة بارعة، فطلب من رجاله أن يعلقوا صفحات من القُرآن على رماحهم ويصيحوا "فلنحكم كلمة الله" ونجحت الخدعة واتفق عليّ ومُعاوية على تعيين مندوبين ليحكما بينهما على أن يلتزما بشروط التحكيم. وخدع عليّ مرة أخرى في المرحلة الثانية. فلقد تم الاتفاق بين الحكمين على وجوب خلع كل من عليّ ومُعاوية. وتعيين خليفة جديد. لكن بعد أن أعلن ممثل عليّ خلعه، تراجع ممثل مُعاوية عن التزامه، وأعلن أن مُعاوية هو الخليفة الحقيقي والآخذ بثأر عُثمان.

*       *       *       *       *       *       *

وهكذا انشطر العالم الإسلامي نصفين: لكلّ خليفةُ يدّعي لنفسه الشرعية وكان عليّ يسيطر على معظم الجزيرة العربية وبلاد فارس والعراق، ومُعاوية يسيطر على سوريّة ومصر. وقد بعث هذا الانقسام وهذه الحلول الوسط، الغضب في نفوس العناصر المتدينة المتطرفة ، التي أطلق عليها (الخوارج) الذين رفضوا كلا من الخليفتين المتنافسين، وأعلنوا أن ما يحدث لا علاقة له بأمور الدين، وإنما هو صراع تافه من أجل سلطة زائلة. "فالحكم لله وحده" كما كانوا يصرون. وسرعان ما شرعوا في وضع معتقداتهم موضع التنفيذ باغتيال أعدائهم . وقرر بعضهم أن كلا الخليفتين يستحق القتل. وفي يناير 661 م. اغتيل عليّ أثناء دخوله المسجد في عاصمته الكوفة إذ كان ما زال مصرا على عدم حراسته اقتداء بالرسول وأبي بكر، أما مُعاوية الذي كان يحظى بالحماية التي تتواجد في بلاط ملكي محنك، فقد أفلت من الاغتيال.

ترك عليّ ابنين، الحسن والحُسين، اللذين كانا يمثلان في ذلك الوقت، كما كان أبوهما من قبل، فكرة السلالة الحاكمة في الإسلام (أي أهل البيت). وكما رأينا من قبل كان هناك من يؤمنون بعدالة مطلب عليّ في الخلافة بعد موت الرسول مباشرة. وقد اتضحت القسمات الأساسية لحزبه (شيعة عليّ) بعد موت عليّ نفسه. ولم يكن الموضوع مجرد الولاء لرجل أو لأسرته. إذ أنه منذ البداية ارتبط اسم عليّ بالفقراء في مكّة والمدينة، وقد استمر هذا التيار الثوري في الإسلام مما يؤكد المضمون الاجتماعي لرسالة مُحمّد. وقد روى أبو ذرّ الغفاري، وهو أحد فلاسفة الإسلام الأول ومن ضمن حزب عليّ عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ثلاث للناس جميعا ، النار والماء والكلأ". وحينما يذكر أبو ذرّ الغفاري هذه الأشياء الثلاثة الأساسية بالنسبة لحياة العربي، فإنه في واقع الأمر كان ينادي بتأميم وسائل الإنتاج قبل ماركس بثلاثة عشر قرنا.
وقد شاعت بين العرب قصص عديدة عن شغف الرسول بحفيديه، لكنهما، على أي حال، رجلان يختلف كل منهما في مزاجه الخاص، ولقيا نهايتين مختلفتين. فالحسن كان رجلا تقّيا لا يفرض ذاته، سرعان ما انزوى في حياة خاصة، في المدينة حيث مات بعد ثمانية أعوام. أما الحسين أخوه الأصغر فكان على استعداد أكبر للقتال، فرفض أن يعطي البيعة لمُعاوية ولا لأبنه يزيد الذي لم يرث ممتلكات أبيه في سوريّة فقط، بل ورث معها أيضا مطالبته بالخلافة.
في خريف عام 680 م ترك الحُسين المدينة مع أسرته ومؤيديه عبر الصحراء قاصدا الكوفة عاصمة أبيه القديمة. وقد أصبحت قصة خداع قوته الصغيرة التي حاصرتها قوات يزيد في نهاية الأمر وذبحت أفرادها قرب مدينة كربلاء بالعراق بمثابة مأساة إنسانية بل وشخصية راسخة في وجدان الشيعة رسوخ قصة آلام المسيح في وجدان المسيحيين. وعندما رأى الحُسين أن الأمل في القتال وحب الاستشهاد وقد استشهد فيما بعد العديد من شيعة عليّ.

*       *       *       *       *       *       *

الشيعة (الاثنا عشرية):
اسم يُطلق على الشيعة لقولهم باثني عشر إماما.
1- عليّ بن أبي طالب: رابع الخُلفاء الراشدين وأوّل الأئمة الشيعة. ربيب النبيّ وابن عمّه وصهره على ابنته فاطمة. من أبطال معارك بدر وأُحُد والخندق وخيبر وحُنين. بويع له بعد مقتل عُثمان. أنهى عصيان البصرة في معركة الجمل، رضي بالتحكيم بعد معركة صفّين فثار عليه الخوارج. أغتاله خارجيّ سنة 661 م. جمعت كلماته في: نهج البلاغة.
2- الحسن: وُلد سنة 624 م. بكر أبناء عليّ وفاطمة. بُويع له بالخلافة بعد مقتل أبيه فآثر عدم القتال وترك الخلافة. مات في  المدينة سنة 670.
3- الحُسين: الابن الثاني لعليّ وفاطمة. أقام في المدينة. رفض مبايعة يزيد فقُتل في كربلاء 10 محرّم 61 هـ / 10 تشرين الأوّل (أكتوبر) 680 م.
4- عليّ بن الحُسين (زين العابدين): وُلد سنة 658 م. رابع الأئمة عند الشيعة. وُلد وتوفي بالمدينة سنة 712. يعتبر المؤسس الثاني للمدرسة في الإسلام.
5- مُحمّد بن عليّ زين العابدين (الباقر): وُلد سنة 676 م. الإمام الخامس للشيعة. وُلد وتوفي بالمدينة سنة 732.
6- جعفر بن مُحمّد الباقر (الصّادق): وُلد سنة 699 م. سادس الأئمة الشيعة الاثني عشر. وُلد وتوفي بالمدينة سنة 765. دعا إلى التأليف والتدوين. كان من أجّلاء التابعين، وله منزلة رفيعة في العلم، أخذ عنه جماعة، منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك، لقّب بالصادق لأنّه لم يعرف عنه الكذب قطّ. صاحب مدرسة، ألف تلاميذه عشرات الكتب. إليه ينسب المذهب الجعفريّ الشيعيّ، وعليه معظم الشيعة.
7- مُوسى بن جعفر الصادق (الكاظم): وُلد سنة 745 م. الإمام السابع للشيعة. مات مسموما في سجن هارون الرشيد سنة 799. قبره في الكاظميّة.
8- عليّ بن مُوسى الكاظم (الرضا): وُلد سنة 770 م. الإمام الثامن للشيعة. وُلد في المدينة وقبره في مشهد. قرّبه المأمون وجعله وليّ عهده. توفي سنة 818.
9- مُحمّد بن عليّ الرضا (الجواد): وُلد سنة 811 م. الإمام التاسع للشيعة. توفي ببغداد سنة 835 ودفن مع جدّه مُوسى الكاظم فعُرف مدفنهما بالكاظميّة التي أصبحت من العتبات المقدّسة.
10- عليّ (الهادي) بن مُحمّد الجواد: الإمام العاشر عند الشيعة. وُلد في المدينة سنة 829 م، وتوفى في سامّراء سنة 868.

11- الحسن بن عليّ الهادي (العسكريّ): وُلد في المدينة سنة 845 م. الإمام الحادي عشر للشيعة. وتوفي بسامرّاء سنة 873.
12- مُحمّد المهديّ: من هداه الله. هو الإمام المُنتظر، يأتي آخر الزمان. عقيدة شيعيّة في الأساس. انتشرت منذ العهد العبّاسيّ.
ظهر خلال التاريخ أكثر من واحد حملوا هذا اللقب. هو الإمام الثاني عشر الذي ظهر فترة في الأرض ثم اختفي سنة  1150 م. غاب عن الأبصار لا عن القلوب، ولا يزال غائبا. ولكنه حي أبدا، وموجود في كل مكان، وسيظهر - هو الإمام المنتظر - ليطهر العالم من الفساد والضلال.
الإمام الثاني عشر ولد سنة 869 أو 870، وقد غاب عن الأبصار الغيبة الصغرى أي عن العامة دون الخاصة سنة 875، وغاب الغيبة الكبرى أي عن الجميع إلا نادرا سنة 942.
والإمام الثاني عشر عند الامامية من الشيعة بشر مخلوق، يحيا ويموت، ويأكل ويشرب، وهو في مكان مخصوص من الأرض غايته أننا لا نعرفه وربما يوجد من يعرفه وليس هو مقيد بمكان بل يتجول في الآفاق متنكرا متخفيا إلى أن يأذن الله بالظهور.
قالت الشيعة: "لا إمام بعد الإمام الثاني عشر وهو صاحب الزمان".
وجاء في مذهب الزيدية ما ينقضها ويقضي على صاحب الزمان، كأن الزيديين يقولون لخصومهم: "إذا أنتم رضيتم بإمام موجود دائما في كل مكان، ولا يُرى في مكان، فنحن لا نرضى. نحن نشتهي أن نرى الإمام أمامنا ولو في مكان واحد، وفي فترة من الزمان". ولم يهتدوا في ذاك الحين إلى غير السيف إثباتا لعقيدتهم وتحقيقا لأملهم فقالوا: "أن الإمامة بعد الحسن والحسين شورى في ولدهما، فمن خرج منهم شاهرا سيفه، داعيا إلى دينه، وكان عالما ورعا، إنما هو الإمام المنتظر".
أما شروط الإمامة عندهم فأربعة عشر شرطا، وهي أن يكون الإمام مكلفا، ذكرا، حرا، مجتهدا، علويا، فاطميا، عدلا سخيا ورعا، سليم العقل، سليم الحواس، سليم الأطراف، صاحب رأي وتدبير، مقداما فارسا.

الكيسانيّة:
فرقة إسلاميّة مُنقرضة قالت بإمامة مُحمّد ابن الحنفيّة.
1- مُحمّد ابن الحنفيّة: وُلد سنة 642 م، وتوفى سنة 700. ابن عليّ بن أبي طالب من زوجه خولة. رأى بعض الشيعة إمامته بعد مقتل الحُسين ، وعرفوا باسم الكيسانيّة ثم انقرضوا.
2- أبو كُرب: علم من أعلام الكيسانيّة النازعة إلى إمامة مُحمّد ابن الحنفيّة. إليه تنسب الكُربيّة. كان حيّا نحو 700 م.

الزّيديّة:
الزيود طائفة من الشيعة تقول بإمامة زيد بن عليّ (زين العابدين) بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب. وهم وإن قالوا في المفرد زيدي لا يقولون في الجمع زيديون بل زيود كأنهم يريدون بذلك أن زيدا متجسد في كل واحد منهم وأن أمتهم أمة الزيود. قامت لهم دولة في طبرستان بإيران (مازندران الآن)، أسّسها الحسن بن زيد. أكثر سكّان اليمن هم من الزّيديّة، ومنهم الأئمة الزيديّون والرسيّون الذين ملكوا اليمن.
1- الحسن بن زيد: توفي سنة 884 م. من أحفاد عليّ. هزم بني طاهر واحتلّ آمل وأسّس سُلالة العلويّين الزيديّة في طبرستان سنة 864 - 928 .
2- زيد بن عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب: توفي سنة 740 م . إمام دعا إلى الثورة ليسترجع الإمامة التي اغتصبها الأمويون في عهد هشام بن عبد الملك، وإلى جهاد الظالمين والدفع عن المُستضعفين. فشلت ثورته فاضطهد وصلب وقُتل. إليه يُنسب المذهب الزّيديّ الشيعيّ.
3- عبد الله بن الحسن (الناصر): ولد سنة 1811، وتوفى سنة 1840. من أئمة الزيديّة باليمن. قاتل المصريين في تعز ففشل. ثارت عليه همدان فصالحها، ثمّ غدر به رجال منها. في أيّامه احتلّ الإنكليز عدن سنة 1839.
4- القاسم بن علي (المنصور العياني): توفى سنة 1003 م. من أئمة الزيديّين في اليمن. اشتهر في الشام ثم رحل إلى الحجاز ودخل اليمن فبويع له واستقرّ في صنعاء . له مؤلّفات تقارب المئة.
5- مُحمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحُسين: ولد سنة 712 م، وتوفى سنة 762. من أئمة الشيعة الزيديّة. لُقّب بالنفس الزكيّة. ثار على المنصور في المدينة فقُتل.
6- مُحمّد بن عليّ (الناصر صلاح الدين): توفى سنة 1391 م. من أئمة اليمن الزيديّين. تولّى بعد والده عليّ المهدي. تميّز عهده بالانشقاقات الداخليّة وتنافس الأئمة. حارب الرسوليّين واحتلّ تهامة. توفي في صنعاء وله فيها مسجد صلاح الدين.
7- هارون بن سعد: توفى حوالي سنة 763 م. رأس الزيديّة في أيّامه. ثار على العبّاسيّين وخرج مع إبراهيم بن عبد الله. تولّى القتال بواسط. توجّه إلى البصرة بعد مقتل إبراهيم ومات بها.
8- يحيى بن زيد بن عليّ: توفى سنة 743 م. من الأبطال الأشدّاء. فرّ إلى خراسان بعد مقتل أبيه ودعا إلى الثورة على الأمويّين. أسره نصر بن سيّار عامل الأمويّين في خراسان وسجنه في مرو ثم أطلقه. قُتل مع أنصاره بالجوزجان.

الجاروديّة:
فرقة من الزيديّة، تُنسب إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد الذي سمي سرحوبا، والسرحوب كما قيل: "شيطان أعمى يسكن البحر"، المتوفي سنة 767 م. كان من الغُلاة من أهل الكوفة، وهذه الفرقة تقول بالنص من النبي على إمامة عليّ وصفا لا تسميه، وتختلف والفرق الأخرى في الإمام المنتظر. افترق أصحابه فرقا متعدّدة.

السليمانية:
فرقة من الزيديّة، تتبع سليمان بن جرير. وتقول: "أن الإمامة شورى بين الخلق، إلا أنها مقيدة بواحد من خيار المسلمين"، وهناك أمور طفيفة يختلفون عليها منها سب الخليفتين الأولين أبي بكر وعُمر، فمنهم من يقول بوجوب السب، ومنهم من يقول بوجوب الاغضاء.

الإسماعيليُّون:
هم القائلون بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر - أخو زيد إمام الزيود - بعد أبيه. انشقّ قسم منهم بزعامة الحسن بن الصبّاح عن المستعلي الفاطمي وبايعوا لأخيه نزار. فشلت ثورتهم في الإسكندرية فانتقل الحسن بن الصبّاح إلى قلعة ألموت (حصن في جبال ألبرُز بإيران. مقّر حسن الصبّاح سنة 1090 م وقاعدة الإسماعيليين. أخضعها هولاكو سنة 1256) وأسّس حكم النزاريين أو الحشّاشين، ومنهم اليوم الإسماعيليّة أتباع آغا خان إمامهم الأكبر. يُعرف أتباع المستعلي اليوم بالبهرة أو السّبعيّة.
1- إسماعيل بن جعفر الصادق: إمام الإسماعيلية. إليه ينتسب الإسماعيليّون القائلون بإمامته بعد أبيه. توفي بالمدينة سنة 750 م.

2- آغا خان: لقب إمام الإسماعيليين النزاريين. هو اليوم كريم بن عليّ. وُلد سنة 1936. تولى الإمامة سنة 1958
3- مُحمّد بن عليّ الصُّوريّ: من دعاة الإسماعيليّين والفاطميّين في القرن الحادي عشر الميلادي. وُلد في صور بلبنان. عاش في طرابلس ثمّ في القاهرة على عهد المستنصر الفاطميّ. له: "التحفة الزاهرة" و"نفحات الأئمة" و"القصيدة الصًّوريّة".
4- حميد الدين الكرمانيّ: توفى سنة 1021 م. داعي الإسماعيليّة في عهد الحاكم بأمر الله الفاطميّ. تلميذ أبو يعقوب السجزيّ. أشهر آثاره: "راحة العقل" ضمّنه نظرة فلسفيّة على الدعوة الإسماعيليّة.
5- المُويّد في الدين (أبو نصر هبة الله): توفى سنة 1078 م. داع فاطميّ. وُلد في شيراز. من آثاره: "المُرشد إلى أدب الإسماعيليّة" و "المجالس المؤيّديّة".

النُصيريّة أو العلويّون:
طائفة تقطن جبل العلويّين وشماليّ سوريّة. ينتسبون إلى مُحمّد بن نُصير المتوفي سنة 873 م. أكبر متكلّميها الخُصيبي في القرن العاشر الميلادي.
1- حُسين بن حمدان الخُصيبي: توفي سنة 968 م. زعيم العلويّين النصيريّة في عصره. عاش في حلب. له مؤلّفات في المذهب، منها: "الهداية الكبرى" أهداه لسيف الدولة الحمدانيّ، و "أسماء الأئمة" و"الإخوان" و"المائدة"، وله "راست باش" أي كن مستقيما، أهداه لعضد الدولة البُويهيّ.

القرامطة:
حركة دينيّة سياسيّة منقرضة. تأخذ بالمعنى الباطن للقرآن. تُنسب إلى حمدان قرمط من دعاة الإسماعيليّة، ظهر في العراق نحو 871 م. من أتباعه زكرويه وأبو سعيد الجنّابيّ وابنه أبو طاهر. انتشروا لا سيّما في البحرين واليمن، واستولوا على مكّة سنة 930 م، ونقلوا منها الحجر الأسود، ثم ردّوه بعد اثنتين وعشرين سنة. انتزعوا دمشق من الفاطميّين سنة 970 م. وزحفوا إلى مصر فهزمهم المعزّ الفاطميّ سنة 972. قضى عليهم الأمراء العُيونيّون في البحرين  سنة 1027، فانقرضوا وانتهى أمرهم.
1- أبو سعيد الجنّابيّ: توفي سنة 913 م. داع قرمطيّ. أخضع البحرين سنة 899 واحتلّ القطيف واليمامة وعُمان. اغتيل في الأحساء.

2- أبو طاهر الجنّابيّ: توفي سنة 944 م. ابن السابق. أشهر ملوك القرامطة في البحرين. هزم المقتدر ودخل مكّة وأخذ الحجر الأسود سنة 930.
3- زكرويه بن مهرويه: زعيم قرمطيّ. خلف مؤسّس الحركة حمدان قرمط. قتله جند المُكتفي سنة 906 م.
4- حمدان قرمط: رأس القرامطة. داعية إسماعيليّ أصله من خُوزستان، أقام في سواد الكوفة سنة 871 م. كثر أتباعه وأشياعه، منهم زكرويه وأبو سعيد الجنّابيّ.

الحشّاشون:
لقب أُطلق على فرقة من غلاة الإسماعيليّة، هم النّزاريّون الذين استقلُّوا في ألموت بقيادة الحسن بن الصّبّاح سنة 1090 م. اشتهروا بتنظيمهم السّرّي وبتدبير الاغتيالات يقوم بها فدائيّون متطوّعون. حاربوا السلاجقة واشتدّ نفوذهم بعد اغتيالهم الوزير نظام المُلك في نيسابور سنة 1092. عُرف خلفاء الحسن بن الصّبّاح بشيوخ الجبل. اتّسع نطاق دعوتهم فبلغ بلاد الشام واستولوا على قلاع مصياف وقدموس سنة 1141. قضى عليهم في فارس هولاكو سنة 1256. وفي سوريّة بيبرس سلطان المماليك سنة 1272.
كان الحشاشون ينقسمون إلى سبع درجات على رأسها زعيمهم "شيخ الجبل"، ومن تحته "الدعاة الكبار" وهم أعوانه الذين يسكنون القلاع ويلبسون ملابس بيضاء، وتلا هؤلاء الطبقة الثالثة، وهم "الدعاة"، والطبقة الرابعة، وهم "المجندون العاديون" (بكسر النون)، والطبقة الخامسة، وهم "الرفاق" (جمع رفيق)، وهؤلاء لا يعرفون أسرار الجماعة، ثم الطبقة السادسة، وهم "المحكوم عليهم"، وهؤلاء ينفذون أحكام "شيخ الجبل" ويلبسون الملابس البيضاء ولكن مع طاقية حمراء وحزام أحمر وتزلك أحمر، وأخيرا فهناك الطبقة السابعة وهم "المبتدئون".
هذا ما يبدو للناس، أما الحقيقة فغير ذلك. فالقمة في هذا النظام يحتلها الإمام "الخفي" "الذي سيأتي في آخر الزمان". والطبقة الثانية يحتلها "الكوديديا" وهم طبقة تعرف بأنها "حجة اللطف الإلهي". والطبقة الثالثة هم "الصادقون" وهم الحجة بأن حجة اللطف الإلهي مكلفون من الإمام وأن الإمام مكلف من الله. أما الطبقة الرابعة فهم "الدعاة"، والخامسة هم "الأتباع الجدد" الذين تلقوا حديثا أسرار الطائفة وأقسموا يمين الولاء لها، والسادسة هم "الممسوخون كلابا" أي الباحثون عن القبول في الطائفة بحث كلاب الصيد عن الفريسة، والسابعة هم "المؤمنون" وهم الشعب.
وقد كان الحشاشون يحاربون المسلمين والصليبيين في آن واحد.
إن "شيخ الجبل" كان يقيم في قصر آية في البهاء وسط حديقة شاسعة غناء لا مثيل لها في العالم كله فيها جداول من خمر ولبن وشهد وحور، وكان يلقن اتباعه أنها الفردوس الأرضي. وكان في بلاطه غلمان عمر كل منهم نحو اثنتي عشرة سنة، وكان يعطيهم مخدرا يشربونه وحين يفيقون يجدون أنفسهم بين هؤلاء الحور في الفردوس الأرضي. أما هذا المخدر فهو الحشيش. وكان "شيخ الجبل" يخدر الغلمان ثم ينقلهم إلى قصره ويصحون في دهشة لخروجهم من الفردوس الأرضي. كل هذا ليسيطر على إرادتهم فيجعلهم يقتلون من يريد.
1- نزار بن معدّ: توفى سنة 1094 م. الأخ الأكبر للخليفة الفاطميّ المُستعلي. ثار على أخيه في الإسكندريّة بقيادة الداعي الحسن بن الصبّاح فقُتل. إليه ينسب الإسماعيليّون النّزاريُّون أو الحشّاشون.
2- الحسن بن الصّبّاح: توفي سنة 1124 م. داع فاطميّ من أنصار نزار في خلافه مع أخيه المستعلي. فرّ إلى قلعة ألموت بعد مقتل نزار وأسّس حكم الإسماعيليّين النزاريّين أو الصباحيّين الذين قضى عليهم هولاكو سنة 1256.
3- راشد الدّين سنان بن سلمان: توفى سنة 1192 م. زعيم الإسماعيليّة المعروف بشيخ الجبل. جاء إلى مصياف (أو مصياد بلدة في سوريّة بسفح جبل النصيريّة. مركز قضاء بمحافظة حماة. قلعة مشهورة. احتلّها الإسماعليليّون سنة 1140. واتّخذها راشد الدين سنان المعروف بشيخ الجبل مقرّا لهم) من قلعة ألموت بإيران سنة 1162 وأقام حكما إسماعيليّا في عدّة قلاع ببلاد الشام.

الدُّروز:
فرقة أسّسها الدّرزي وحمزة بن عليّ، وقاما بالدعوة للخليفة الفاطميّ الحاكم. انتشرت في سوريّة ولبنان. اندمج تاريخ الدُّروز بتاريخ الجبل اللبنانيّ منذ القرن الخامس عشر. هاجر بعضهم إلى سوريّة أواخر القرن السابع عشر وسكنوا اللجاة ومرتفعات حوران المعروفة بجبل الدّروز.
1- أرسلان: أُسرة من أُمراء الدروز اللبنانيين. من زعماء الغرب والشوف. منها رجال سياسة وعلم وأدب.
2- الأمير شكيب أرسلان: ولد سنة 1871، وتوفى سنة 1946 م. أديب وسياسي لبناني. من أعلام النهضة العربية. وُلد في الشويفات. من مؤلّفاته "الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية".
3- سلطان الأطرش: ولد سنة 1891، وتوفى سنة 1982. قائد ومناضل درزي تزعّم الثورة السورية على الفرنسيين سنة 1925.
4- حمزة بن عليّ: توفي سنة 1041 م. رأس طريقة الدروز الدينيّة. وُلد في إيران. اتصل بالحاكم الفاطميّ. يُنسب إليه كتاب "النقط والدوائر".
5- جانبُلاط بن قاسم: توفى سنة 1572 م. أمير كرديّ، عُرف بابن عربيّ. تولّى كلّس للعثمانيّين. حفيده عليّ بن حُسين: المتوفى سنة 1611. استقلّ بالحكم وامتدّت سلطته من حماة إلى أدنة. حالف الأمير فخرالدّين المعنىّ الثاني ضدّ يوسف سيفا والي طرابلس. أعدمه العثمانيّون. حفيده جانبلاط بن سعيد: المتوفى سنة 1640. استوطن لبنان وأسّس فيه أسرة جنبُلاط الدرزيّة من زعماء الإقطاع في الشوف.
6- جنبُلاط: أُسرة لبنانيّة درزيّة، كرديّة الأصل. تنتسب إلى جانبُلاط بن قاسم. حالفت الأمير فخر الدّين المعنيّ الثاني. استوطنت لبنان منذ سنة 1630 م، وأصبح مشايخها من زعماء الإقطاع في الشوف. اشتهر منها:
- جنبُلاط بن سعيد: المتوفى سنة 1640، مؤسّس الأُسرة في لبنان.
- بشير بن قاسم: بنى قصر المختارة، اختلف والأمير بشير الثاني الشهابيّ، فاعدمه عبد الله باشا والي عكّا سنة 1825.
- السّت نظيرة: المتوفية سنة 1951. أرملة فؤاد جنبُلاط، خلفته في زعامة الأسرة سنة 1922. خلفها أبنها كمال: ولد سنة 1917، وتوفى سنة 1977. اغتيل.
7- أبو عبد الله مُحمّد الدّرزي: توفي سنة 1019 م. الداعي الأوّل للحاكم بأمر الله الفاطميّ. إليه يُنسب الدروز. لجأ إلى لبنان وسوريّة وبشّر فيهما بمذهبه.
8- بهاء الدّين عليّ السّمّوقيّ : توفى سنة 1030 م . من أركان الدعوة الدرزيّة وأحد الحدود الخمسة المعصومين . قاضي الإسكندريّة في عهد الحاكم الخليفة الفاطميّ. له: "رسالة السفر إلى السادة في الدعوة لطاعة وليّ الحقّ"، ويُنسب إليه كتاب "النقط والدوائر".
9- شبلي العُريان: زعيم دروز راشيا (وادي التيم). ناصر الأتراك في محاربة إبراهيم باشا المصريّ سنة 1840 م.
10- أبو نكد: أسرة لبنانيّة من مشايخ الدروز في الشوف. استوطنوا بعقلين سنة 1120 م. ثم دير القمر وكان لهم إقطاعهم فيها حتى سنة 1845.

البُحتريون:
أمراء دروز من عرب تنوخ (قبيلة عربية مسيحيّة من الحيرة . انتقلت إلى بلاد حلب ، اعتنقت الإسلام على عهد المهديّ. منها أمراء لبنان التّنوخيّون الذين عُرفوا بأمراء الغرب أو البحتريّون) استولوا على بيروت بعد نزوح الصليبيين منها سنة 1294 م. عُرفوا بأمراء الغرب.
1- عبيه: بلدة في لبنان بقضاء عالية. مقرّ أمراء الغرب التنوخيّين الدروز في القرن الرابع عشر الميلادي. والأمراء الشهابيّين في القرن السابع عشر. مقام الأمير عبد الله التنوخيّ المتوفي سنة 1479.
2- أبو اللّمع: أسرة من أمراء لبنان، تنوخيّة الأصل. تولّت إقطاع منطقة المتن في القرن السابع عشر الميلادي. كانوا من المقدّمين، وأطلق عليهم لقب الإمارة الأمير حيدر شهاب بعد مناصرتهم له في معركة عين داره سنة 1711 وارتبطت الأسرتان منذ ذلك العهد بروابط المصاهرة والقربى. اشتهر من الأسرة رجال سياسة وأدب، منهم:
- حُسين قيدبيه: اشترك بمعركة عين داره ونال بعدها لقب الأمير.
- حيدر إسماعيل: ولد سنة 1785، وتوفى سنة 1854. وُلد في صليما وتوفيّ في بكفيا. عيّنه عُمر باشا النمساويّ أوّل قائمقام للنصارى سنة 1842 - 1854، بعد إنشاء نظام القائمقاميّتين.
- بشير أحمد: القائمقام الثاني والأخير. شجّع ثورة الفلاّحين في كسروان.
- يوسف شديد: توفى سنة 1943. أديب صحافيّ. أصدر جريدة "الدائرة" في نيويورك سنة 1915.
- نجلا شديد: شقيقة السابق، أصدرت مجلّة "الفجر" النسائيّة في بيروت سنة 1920.

المعنيّون:
سلالة أمراء لبنانيّين دروز. حكموا الشوف 1516 - 1697، ثمّ مدّوا نفوذهم على سائر المناطق اللبنانيّة وأجزاء من سورية وفلسطين. نال الأمير فخر الدين الأوّل حُظوة لدى السلطان العثمانيّ سليم الأول في أعقاب معركة مرج دابق التي انتهت بهزيمة المماليك سنة 1516. أشتهر بين أمرائها: قُرقُماز وفخر الدين الثاني وأحمد، وبه انقرضت السلالة فانتقل الحكم إلى الشهابيين بعد مؤتمر السمقانيّة سنة 1697.
1- فخر الدين الأول: أمير لبنانيّ معنيّ. حكم الشوف سنة 1516 - 1544. بايع سليم الأول بعد معركة مرج دابق فخلع عليه لقب أمير البرّ. اغتيل فخلفه ابنه قُرقُماز.
2- قُرقُماز: أمير معنيّ سنة 1544 - 1585. والد فخر الدين الثاني. اتُهم بسلب أموال الخزينة العثمانيّة على طريق جون عكار. تعقّبه إبراهيم باشا والي مصر فهرب إلى مغارة شقيف تيرون بالقرب من نيحا الشوف وتوفّي فيها.
3- فخر الدين الثاني: وُلد سنة 1572 في بعقلين وتوفي سنة 1635. أمير لبنانيّ معنيّ. خلف أباه قُرقُماز سنة 1585. أنشأ جيشا قويا وفرض سلطته بعد انتصار القيسييّن على اليمنيّين سنة 1591. تحالف مع عليّ جانبُلاط وقضى على ابن سيفا. أقرّه مُراد باشا والي دمشق على بيروت وكسروان. نظّم الجيش والضرائب وسعى إلى توحيد بلاده. تحالف مع توسكانا ولجأ غليها منفيّا. عاد من المنفى سنة 1618. انتصر على مصطفى باشا والي الشام في عنجر سنة 1623، ومدّ نفوذه على صيدا وصفد ونابلس وعجلون. عمل على تنمية الزراعة فاستقدم مزارعين من إيطاليا، نزع إلى الاستقلال. نُفي إلى الآستانة حيث قُتل.
         
الشّيخيّة:
طائفة من الشيعة. تُنسب إلى الشيخ الأحسائيّ.
1- أحمد الأحسائيّ: وُلد سنة 1752 وتوفي سنة 1826. متكلم شيعي. مؤسّس مذهب الشيخيّة.

الرّسّيُون:
سلالة الأئمة الزيديّين ملوك اليمن والمنتسبين إلى الهادي يحيى بن الحُسين.
1- الناصر أحمد بن يحيى: توفي سنة 937 م. إمام زيديّ من أئمّة اليمن الرّسيّين، ابن الهادي. خلف أخاه المرتضى. حارب القرامطة فظفر بهم ودخل عدن. عالم فقيه له مصنّفات. من كتبه "النجاة" في الردّ على الجبريّة والقدريّة، و "الدامغ" و"الردّ على الإباضيّة" وله كتب في التوحيد والفقه.
2- يحيى بن الحُسين القاسم الرسّي (الهادي): توفى سنة 911 م. إمام زيديّ رسّيّ. أوّل من ملك اليمن من الأئمّة الزيديّين، إليه ينتسب الرّسّيون. وُلد بالمدينة، جاء إلى اليمن من العراق يدعو الناس إلى المذهب الزيدي، فأقام في صعدة يعلم عدة سنين ودُعي الإمام، هو رسول الزيدية الأول في اليمن، ولكن الذي أسس الإمامة في صعدة هو القاسم بن محمد الذي يتصل نسبه بالرسي المذكور. ملك صنعاء سنة 896. عالم فقيه له مصنّفات، منها: "الجامع" و"الأمالي" و"الردّ على المجبرة والقدريّة". أكثر من ملك اليمن بعده من أئمة الزّيديّة هم من الرسّيّين المنتسبين إليه.     

الدولة الإدريسيّة:
دولة إسلامية شيعية في المغرب. أسّسها إدريس بن عبد الله. استقلّت عن الخلافة العبّاسية وملكت المغرب الأقصى وتلمسان سنة 788 - 974 م. كانت عاصمتها وليلي ثم فاس. ناوأها العبّاسيون والأغالبة. أضعفتها الانقسامات الداخلية فوقعت تحت سيطرة الفاطميين. تفرّعت عنها دولة بني حمُّود في الأندلُس. أهمّ آثارها العمرانية تأسيس مدينة فاس ومبانيها لا سيّما جامع القرويين.
1- إدريس بن عبد الله: توفى سنة 793 م. إمام شيعي. مُؤسّس الدولة الإدريسية في المغرب. ثار على العبّاسيين. فرّ من الحجاز ومولاه راشد بعد موقعة فخّ سنة 786. فمرّ في مصر وبلغ المغرب الأقصى ونزل بمدينة وليلي فبايعته قبائل البربر وعلى رأسها قبيلة أوربة. أعلن الدولة الإدريسية سنة 788. وفتح تادلا وتلمسان. قُتل مسموما.
2- إدريس الثاني:  توفى سنة 828 م. ثاني ملوك الأدارسة في المغرب. توفى أبوه إدريس وهو جنين. بايعه البربر بعدما بلغ الحادية عشرة. بنى فاس عاصمة له.
3- مُحمّد بن إدريس الثاني:
4- عليّ الأول:
5- يحيى الأول:
6- يحيى الثاني:
7- عليّ الثاني:
8- يحيى الثالث:
9- يحيى الرابع:
10- الحسن الحجّام:
11- القاسم كنُون:
12- أبو العيش بن كنُون:
13- الحسن بن كنُون:

بنو حمُّود:
فرع من الدولة الإدريسيّة من ملوك الطوائف . قامت لهم خلافة شيعيّة في الأندلس على أنقاض الخلافة الأمويّة سنة 1016 - 1057 م . تنقّلت بين قُرطبة ومالقة والجزيرة الخضراء . مؤسّسهم عليّ بن حمُّود المتوفي سنة 1018 ، الذي خلفه أخوه القاسم وكان بينه وبين ابن أخيه يحيى بن عليّ نزاع انتهى بمقتل القاسم . أنهى حُكمهم بنو عبّاد أصحاب إشبيلية .
1 - عليّ بن حمُّود : ولد سنة 965 م ، وتوفى سنة 1018 . أوّل خليفة من بني حمُّود في الأندلس ، من سلالة أدارسة المغرب . احتلّ قُرطُبة سنة 1016 . وقتل سُليمان بن الحكم . اغتيل . خلفه أخوه القاسم .
2 - القاسم بن حمُّود : توفى سنة 1036 م . الخليفة الثاني من بني حمُّود في الأندلس . تولّى بعد مقتل أخيه عليّ سنة 1018 . ثار عليه ابن أخيه سنة 1021 . مات سجينا .

حكّام ألموت:
1 - الحسن بن الصباح : 1090 - 1124 م
2 - يزرك أميد : 1124 - 1138 م
3 - محمد بن يزرك : 1138 - 1162 م .
4 - الحسن بن محمد : 1161 - 1166 م .
5 - نور الدين محمد : 1166 - 1210 م .
6 - جلال الدين حسن : 1210 - 1222 م .
7 - علاء الدين محمد : 1222 - 1255 م .
8 - ركن الدين بن محمد : 1255 - 1256 م

الفاطميُّون 909 - 1171 م:
سلالة تنتسب إلى عليّ بن أبي طالب وزوجته فاطمة . أنشأوا دولة توالى عليها 14 خليفة . أسّسها عُبيد الله المهدي في تونس . بلغت أوج اتّساعها في عهد المُعزّ الذي أخضع شماليّ إفريقيّة وأرسل قائده جوهر الصّقلّيّ لاحتلال مصر سنة 969 م ، فبنى القاهرة التي أصبحت عاصمة الدولة ، وانتقل إليها المُعزّ بعد أن استخلف بُلُكّين بن زيري في حكم إفريقيّة ، وبسط نفوذه على سوريّة ولبنان وفلسطين . آخر خلفائها العاضد ، تولّى وزارته صلاح الدّين الأيُّوبيّ فتصرّف في شؤون الملك وقضى على الدولة الفاطميّة . أهمّ آثارها العمرانيّة والثقافية بناء القاهرة والأزهر .
1 - عُبيد الله المهديّ : توفي سنة 934 م . مؤسّس الدولة الفاطميّة وأوّل خلفائها سنة 909 . هاجر من السّلميّة (مدينة سوريّة ، مركز قضاء في محافظة حماة . إليها ينتسب عبيد الله مؤسّس السلالة الفاطميّة . من قواعد الإسماعيليّة) إلى المغرب سنة 904 . وكان الداعي أبو عبد الله الشيعيّ  (توفي سنة 911 م . داع شيعي يمني من مؤسّسي الدولة الفاطمية في المغرب . قدّمه عبيد الله المهدي ثم نقم عليه وأمر بقتله مع أخيه أبي العبّاس) قد مهّد له البيعة بمناصرة قبائل كُتامة وخلّصة من الأسر في سجلماسة ، فدخل رقّادة دخول الفاتحين وأنهى حكم بني الأغلب . بنى المهديّة على المتوسّط جنوب شرقيّ القيروان واتّخذها عاصمة له .
2 - القائم بأمر الله (مُحمّد بن عُبيد الله المهديّ) : وُلد سنة 891 م ، وتوفي سنة 946 . ثاني الخلفاء الفاطميّين سنة 934 . حاصره في عاصمته المهديّة أبو يزيد الخارجيّ .     
3 - المنصور الفاطميّ (إسماعيل بن القائم) : وُلد سنة 914 م ، وتوفي سنة 953 . ثالث الخلفاء الفاطميّين سنة 946 . قضى على ثورة أبي يزيد النُكّاريّ .
4 - المُعزّ لدين الله معدّ بن المنصور : وُلد سنة 931 م ، وتوفي سنة 975 . رابع الخلفاء الفاطميّين . خلف أباه سنة 953 . احتلّ قائده جوهر الفسطاط سنة 969 . وأسّس القاهرة التي غدت عاصمة الفاطميّين بعد أن استخلف بلكين بن زيري على إفريقيّة وانتقل إلى مصر . استولى على طرابلس وبيروت وهزم الإمبراطور البيزنطيّ يوحنا بن شمشقيق . شجّع العلماء وأنشأ الأزهر .
5 - العزيز بالله (نزار بن المُعزّ) : وُلد سنة 955 م ، وتوفي سنة 996 . خامس الخلفاء الفاطميّين في مصر سنة 975 . فشل في احتلال حلب . اهتمّ بإصلاحات إداريّة .
6 - الحاكم بأمر الله (منصور) : وُلد سنة 985 م ، وتوفي سنة 1021 . الخليفة الفاطميّ السادس . خلف أباه العزيز سنة 996 . اشتهر بالظلم والاستبداد . قام بالدعوة له الدرزي وحمزة بن عليّ مؤسّسا المذهب الدرزيّ . اغتيل واختفى أثره .
7 - الظّاهر (عليّ) : الخليفة الفاطميّ السابع سنة 1021 م حتى سنة 1036 . كان صغيرا عند وفاة أبيه الحاكم فقامت بالوصاية عليه عمّته ستّ المُلك سنة 1021 إلى سنة 1024 . ضعفت في عهده سيادة الدولة .
8 - المُستنصر بالله (معدّ بن الظّاهر) : ثامن الخلفاء الفاطميّين 1036 - 1094 م . من وزرائه بدر الجماليّ وابنه الأفضل . استقلّ عنه المُعزّ بن باديس الزيريّ أمير إفريقيّة فوجّه إليه أعراب بني هلال وبني سُليم الذين غزوا إفريقيّة .  
9 - المستعلي بالله (أحمد بن المُستنصر) : وُلد سنة 1075 م ، وتوفي سنة 1101 . تاسع الخلفاء الفاطميّين سنة 1094 . خدمه الوزير بدر الدّين الجماليّ وابنه الأفضل .
10 - الآمر بأحكام الله : وُلد سنة 1096 م ، وتوفي سنة 1130 . الخليفة الفاطميّ العاشر . خلف أباه المستعلي سنة 1101 . وكان طفلا فقام بشؤون الدولة الوزير الأفضل بن بدر الجماليّ . ولمّا كبر تولّى الامور بنفسه ، وساءت سيرته . اغتاله بعض الباطنيّة .
11 - الحافظ لدين الله : وُلد سنة 1074 م ، وتوفي سنة 1149 . الخليفة الفاطميّ الحادي عشر . خلف الآمر سنة 1130 . كان كثير الفتك بوزرائه .
12 - الظّافر بأمر الله (إسماعيل بن الحافظ) : وُلد سنة 1133 م ، وتوفي سنة 1154 . الخليفة الفاطميّ الثاني عشر سنة 1149 . وُلد في القاهرة ، وولي بها الخلافة صغيرا بعد وفاة والده . كان كثير اللهو ولم يطُل زمنه . اغتاله أحد رجاله .
13 - الفائز بنصر الله (عيسى بن الظّافر) : وُلد سنة 1149 م ، وتوفي سنة 1160 . خليفة فاطميّ سنة 1154 . كان طفلا عند وفاة أبيه فتولّى الوزارة وإدارة المُلك طلائع بن رُزّيك . مات صغيرا
14 - العاضد لدين الله :  وُلد سنة 1149 م وتوفي سنة 1171 . آخر الخُلفاء الفاطميّين سنة 1160 . استوزر صلاح الدّين الأيُّوبيّ الذي تولّى الحكم وقضى على الدولة الفاطميّة .  

15 - الجامع الأزهر : مسجد في القاهرة . بناه جوهر الصّقلّي بأمر المُعزّ الفاطمي سنة 970 م . هو اليوم أهمّ جامعة إسلاميّة في العالم ، مشهورة بكليّات العلوم الدينية واللغوية والأدبية . يقصدها الطلاّب من كلّ الأقطار . 

البُويهيّون:
أسرة فارسية حكمت في أصفهان وشيراز وكرمان وبغداد 932 - 1055 م . أسّسها أبو شجاع بُويه وأولاده الثلاثة عماد الدّولة ورُكن الّدولة ومُعزّ الدّولة الذي دخل بغداد سنة 945 م . من سلاطينها عضُد الدّولة . أضعفت سلطة الخلفاء العبّاسيين . قضى عليها طّغُرل بك السلجوقي . أشهر وزرائها كانوا شعراء وأُدباء : المُهلّبي ، ابن العميد ، الصاحب بن عبّاد .
1 - عماد الدّولة (عليّ بن بُويه) : توفي سنة 949 م . أحد الإخوة الثلاثة الذين أسّسوا سُلالة بني بُويه . استولى على شيراز سنة 934 . وحكم فارس حتى وفاته .
2 - مُعزّ الدّولة : وُلد سنة 915 م ، وتوفي سنة 967 . أحد الإخوة الثلاثة الذين أسّسوا السلالة البُويهيّة . احتلّ كرمان وأخضع البريديّ حاكم الأهواز . دخل بغداد سنة 945 . خلع عليه المُستكفي لقب "أمير الأمراء" . حارب الحمدانيّين في الموصل .
3 - رُكن الدّولة : توفي سنة 976 م . أحد الإخوة الثلاثة الذين أسّسوا الدولة البُويهيّة . ملك أصبهان والريّ وهمذان وتوفي بالريّ .

4 - فخر الدّولة (عليّ بن رُكن الدّولة) : توفى سنة 997 م . سلطان بُويهيّ . حارب أخويه عضُد الدّولة ومؤيّد الدّولة . حكم الرّيّ بعد وفاتهما سنة 983 . وعاونه الوزير الصاحب بن عبّاد .

بنو مرداس:
دولة عربيّة شيعيّة قامت على أنقاض الدولة الحمدانيّة 1023 - 1079 م . أسّسها صالح بن مرداس . شملت حلب ومنبج وبالس والرّقّة والرّحبة ثم حمص وصيدا وبعلبك وطرابلس . قضى عليها بنو عُقيل .
1 - صالح بن مرداس (أسد الدولة) : توفى سنة 1029 م . أمير بادية الشام ومؤسّس دولة بني مرداس سنة 1023 . ثار في الرحبة فامتلك ضفاف الفرات والجزيرة وحلب ، وقوي أمره فحاربه الفاطميّون وقتل في الأقحوانة قرب بحيرة طبريّة .  
2 - نصر بن صالح بن مرداس (شبل الدولة) : توفى سنة 1038 م . صاحب حلب بعد مقتل أبيه سنة 1029 . قُتل في مقاومة الفاطميّين .
3 - ثمال بن صالح : أمير مرداسيّ . وُلي حلب سنة 1042 - 1062 م .
4 - نصر بن محمود : توفى سنة 1076 م . أمير مرداسي . ولي حلب بعد وفاة أبيه . حارب الروم واستولى على قلعة منبج . كان فارسا جوادا . اغتيل .
5 - سابق بن محمود : آخر أمراء بني مرداس في حلب سنة 1076 - 1079 م . أنهى حكمه مُسلم بن قُريش العُقيليّ .

بنو عمّار:
أُسرة شيعيّة من قضاة طرابلس (لبنان) كان لها إمارة مستقلّة 1070 - 1109 م . حكمت الساحل اللبنانيّ السوريّ من شمالّ بيروت إلى جنوبيّ أنطاكية . كانت عاصمتها طرابلس التي اشتهرت بمكتبتها . أوّل من استقلّ بحكمها القاضي أبو طالب بن عمّار المتوفي سنة 1072 . احتلّها الصليبيّون سنة 1109 .

المُوحدّون:
سلالة مغربيّة شيعيّة أسّسها المهديّ ابن تومرت على أنقاض دولة المرابطين . حكمت في المغرب ومدّت نفوذها على الأندلس 1121 - 1269 م . عُرفت بالمُؤمنيّة نسبة إلى عبد المؤمن بن عليّ خليفة ابن تومرت الذي قضى على المرابطين واحتلّ مرّاكُش . من سلاطينها أبو يعقوب يُوسُف وابنه يُوسُف يعقوب ، وبوفاة الأخير بدأ عهد الانحطاط والانقسام . انهارت دولتهم في الأندلس بعد وقعة العُقاب سنة 1212 . فاستقلّ الحفصيّون في تونس سنة 1228 ، وبنو عبد الواد في تلمسان سنة 1235 . قضى عليهم بنو مرين .  
1 - محمّد بن عبد الله (ابن تومرت) : توفى سنة 1130 م . مُصلح ديني مغربي ، تلقّب بالمهدي . أسّس دولة الموحّدين سنة 1120 . خلفه عبد المؤمن بن عليّ وقضى على المرابطين .    
2 - عبد المؤمن بن عليّ (أبو مُحمّد الكوميّ) : توفى سنة 1163 م . خليفة المهدي ابن تُومرت ومؤسّس دولة الموحّدين المؤمنيّة سنة 1130 . قضى على المُرابطين ودخل مراكش سنة 1147 . طرد الصّقلّيّين من الساحل الإفريقيّ وأنهى حكم بني زيري وبني حمّاد ، واحتلّ الأندلس . خلفه ابنه أبو يعقوب يُوسف
3 - يُوسُف بن عبد المُؤمن (أبو يعقوب المُوحّدي) : توفى سنة 1184 م . أعظم ملوك المُوحّدين في المغرب والأندلُس . خلف أباه سنة 1163 . عُرف بالقوّة والبطش . وطّد أركان ملكه واشتهر في العالم الإسلاميّ بصيت أساطيله الضخمة . شجّع العلماء والأدباء والشعراء ومال إلى الفلسفة فاستقدم إلى بلاطه في مرّاكُش ابن طُفيل وابن رُشد . بنى مسجد إشبيلية . مات جريحا في حصار شنترين . خلفه ابنه أبو يُوسُف يعقوب .  
4 - يعقوب بن يوسف (المنصور أبو يُوسُف المُوحّدي) : توفى سنة 1199 م . ثالث خلفاء الدولة المُؤمنيّة المُوحّديّة بالمغرب والأندلُس . بُويع له بعد وفاة أبيه في حصار شنترين سنة 1184 . هزم ابن غانية وحليفه قراقوش في الحامّة قرب قابس سنة 1187 ، وغزا غرب الأندلُس بفتوحات عظيمة وانتصر على ألفونس الثامن في معركة الأرك سنة 1195 . أهم آثاره مدينة رباط الفتح وأبوابها وجامع حسّان . من أطبّائه ابن طُفيل ومن المتردّدين على بلاطه ابن رُشد . من شعرائه ابن زُهر

الدولة الصّفويّة:
سُلالة ملكت في إيران سنة 1501 - 1736 . كانت طريقة صوفيّة نشأت في أردبيل ، تنتسب إلى صفيّ الدّين الأردبيليّ . أسّس الدولة إسماعيل الأول . قهر الأق قيونلو واتّخذ تبريز عاصمة وتلقّب بالشاه وأعلن الشيعة مذهب الدولة . هزمه العُثمانيّون في جالدران . نقل العاصمة إلى قزوين سنة 1555 . طهماسب الأول بعد سقوط تبريز بيد العُثمانيّين (على يد السلطان سُليمان الأول القانونيّ) ثم نقلها عبّاس الأول الكبير إلى أصفهان سنة 1593 . احتل الأفغان أصفهان سنة 1722 . فطردهم القائد نادر شاه وأعلن نفسه ملكا سنة 1736 ، وانقرضت السلالة بموت عبّاس الثالث .
- حيدر بن جُنيد : المتوفى سنة 1488 م . صوفيّ إيرانيّ اشتهر في أردبيل . جدّ الصفويّين ملوك إيران . قُتل في محاربة الأق قيونلو ، أسّس ابنه إسماعيل الأول دولة الصّفويّين الشيعة في إيران سنة 1501 .
- صفيّ الدّين الأردبيليّ : توفي سنة 1334 . صوفيّ فارسيّ . إليه تُنسب الطريقة الصّفويّة ومنها دولة الصّفويّين .
1 - إسماعيل الأول : وُلد سنة 1487 وتوفّي سنة 1524 م . مُؤسّس الدولة الصفوية الشيعية في إيران سنة 1501 . ابن حيدر بن جُنيد . وُلد في أردبيل . استعان بقبائل الأتراك واستولى على آذربيجان . قضى على ألوند سلطان آق قويونلي . اتّخذ تبريز عاصمة له وفرض المذهب الشيعي وتلقّب بالشاه . تابع فتوحاته فأخضع بغداد وبلغ إلى هراة في أفغانستان شرقا . هزمه سليم الأول في جالدران سنة 1514 . خلفه ابنه طهماسب الأول .
2 - طهماسب الأول : وُلد سنة 1514 ، وتوفي سنة 1576 . شاه إيران الصّفويّ سنة 1524 خلفا لأبيه إسماعيل الأول . هزم الأوزبك . تغلّب عليه العثمانيّون (السلطان سُليمان الأول القانونيّ) واحتلّوا بغداد وتبريز سنة 1534 ، وعقد الصلح معهم سنة 1554
3 - إسماعيل الثاني : ثالث ملك صفويّ في إيران 1576 - 1578 . كان سجينا منذ عشرين سنة عند وفاة أبيه طهماسب الأول . بويع في قزوين . اشتهر بقسوته ومجازره الدموية . قتل إخوته وأمراء أسرته والآلاف من رجال الحاشية . توفي فجأة وربّما اغتيل جزاء جرائمه . خلفه أخوه البكر الضرير مُحمّد خُدابنده .
4 -  مُحمّد خُدابنده : ملك إيران الصفويّ 1578 - 1587 . بكر طهماسب الأول . خلف أخاه إسماعيل الثاني . خلفه ابنه عبّاس الأول الكبير .
5 - عبّاس الأول الكبير : وُلد سنة 1571 وتوفي سنة 1629 . شاه إيران سنة 1587 خلفا لأبيه مُحمّد خُدابنده . ضمّ بغداد وكربلاء والنجف والموصل وديار بكر . عقد صلحا مع العُثمانيّين وانصرف إلى تنظيم الدولة . أنشأ الجسور والمساجد وأكرم الفنّنين والعُلماء وأحسن السياسة . نقل العاصمة من قزوين إلى أصفهان سنة 1593
6 - حُسين بن سُليمان الصفويّ (سلطان حُسين) : شاه إيران سنة 1694 - 1722 . ثار عليه الأفغان والأكراد وقُتل . خلفه ابنه طهماسب في قزوين لوقوع العاصمة أصفهان بيد الأفغان .
7 - طهماسب الثاني : شاه إيران سنة 1722 - 1731 . خلف أباه حُسين . نفاه قائده نادر شاه سنة 1731 وأجلس مكانه الطفل عبّاس الثالث . قتله ابن نادر شاه في سبزاور سنة 1739
8 - عبّاس الثالث : آخر الصّفويّين في إيران 1731 - 1736 . كان طفلا بعد نفي طهماسب الثاني فاستقلّ بالحكم نادر شاه .

عادل شاهي أو مملكة بيجابور:
سُلالة شيعيّة حكمت في جنوب الهند 1489 - 1686 . أشهر السلالات المتفرّعة من مملكة بهمن . أسّسها يُوسُف عادل خان . قضى عليها أُورنك زيب .
1 - بهمن : أُولى سلالات الدكن الإسلاميّة وأكبرها من سنة 1347 - 1527 م . أسّسها حسن كنكو الملّقب بعلاء الدين بهمن شاه من سنة 1347 - 1358 ، في عهد مُحمّد تغلق أحد سلاطين دهلي ، وانتسب إلى البطل الفارسيّ بهمن . ضمّت السلالة 18 ملكا ، منهم مُحمّد شاه الأول والثاني ، وآخرهم كليم الله شاه . أخضعت غجرات ومالوه . ضعفت بعد سنة 1527 وتقسّمت إلى ممالك مستقلّة هي : برار ، بدار ، أحمد نكر ، كولكُندة ، بيجابور
2 -  يُوسُف عادل خان : توفي سنة 1510 . مؤسّس سلالة عادل شاهي في بيجابور سنة 1489 . في عهده احتلّ البرتغاليون غوا
3 - أورنك زيب : وُلد سنة 1618 ، وتوفي سنة 1707 . إمبراطور مغولي ، ابن شاهجهان ، سادس أباطرة مغول الهند المعروفين بالعظماء وأخرهم . خلع أباه واستولى على الحكم سنة 1658 . فرض الدين الإسلامي . بلغت الإمبراطورية في عهده أقصى اتساعها . ضعفت الدولة بوفاته واستولى الطامعون على أقسام من ممتلكاتها .  

المدن المقدسة لدى الشيعة:
1 - مكّة المُكرّمة : عاصمة الحجاز . مسقط رأس النبيّ العربيّ ومحجّة الإسلام . فيها البيت الحرام والكعبة الشريفة ومناسك الحجّ . مركز دينيّ عالميّ . ضمّها ابن سعود إلى مملكته سنة 1924 .
2 - المدينة المُنوّرة : مدينة سعوديّة في الحجاز شماليّ مكّة . هي يثرب قديما . وهاجر إليها النبيّ واستقرّ بها سنة 622 م ، واجتمع إليه المسلمون المهاجرون والأنصار . عاصمة الخلافة بعد وفاة النبيّ سنة 632 م . بعهود أبي بكر وعُمر وعُثمان . ثانية البلاد المقدّسة الإسلاميّة وفيها ثاني الحرمين وقبر النبيّ ومقابر جمع من الصحابة .
3 - القُدس : هي أورشليم القديمة أو بيت المقدس . عاصمة فلسطين . مرتفعة عن سطح البحر 800 م . تعود أقدم آثارها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد . احتلّها داود نحو سنة 1000 قبل الميلاد . وجعلها عاصمة ملكه . بنى فيها سليمان هيكله الشهير وأصبحت تدعى "المدينة المقدسة"  سنة 975 قبل الميلاد . دمّرها الرومان بقيادة تيطس سنة 70 م ثم اعاد بناءها الإمبراطور هادريانُس ودعاها آيليا كابيتولينا سنة 135 م . شيّد فيها قسطنطين كنيسة القبر على أنقاض الكابيتول سنة 335 م وأتمّ عمله بوستينياس في القرن السادس . أحرقها الفرس سنة 614 م ثم سلمها بطريركها صفرونيوس للخليفة عُمر سنة 638 م ودعاها العرب " القدس " . احتلها الصليبيّون سنة 1099 م . استرجعها صلاح الدين الأيوبيّ بعد معركة حطّين سنة 1187 م . ظلّت في أيدي العثمانيّين 1516 - 1917 وبدأ انحطاطها في عهدهم . يقدّسها المسيحيّون والمسلمون واليهود وفيها كنيسة القيامة والمسجد الأقصى وقبّة الصخرة .       
4 - النّجف : مدينة في العراق ، قاعدة محافظة ومركز قضاء ، يتبعها قضاء الكوفة . مدفن عليّ بن أبي طالب . ومدرسة الشيعة الكبرى وجامعة فقهائهم . أُولى العتبات المقدّسة في العراق التي تشمل عدا النّجف كلاّ من كربلاء والكاظمية وسامرّاء .
5 - كربلاء : مدينة في العراق على جدول الحسينيّة المتفرّع من الفرات جنوبيّ بغداد . استشهد فيها الحُسين بن عليّ . محجّة للشيعة . قاعدة محافظة .
6 - مشهد : مدينة إيرانيّة في خُراسان . مزار شيعيّ ، قبر الإمام الثامن عليّ الرضا ، قبر هارون الرشيد وأطلال طوس . واحة غنيّة . نسيج وسجّاد .
7 - قٌمّ : مدينة إيرانيّة جنوبيّ طهران . مركز دينيّ وثقافيّ شيعيّ ، جامعة مشهورة ، مساجد أثريّة ، محجّة للشيعة وفيها قبور العديد من أوليائهم . مصنوعات حرفيّة .
8 - الكاظميّة : مدينة في العراق بضاحية بغداد ، مركز قضاء . مدفن الإمامين مُوسى الكاظم ومُحمّد الجواد .
9 - سامرّاء : مدينة في العراق على ضفّة دجلة اليمنى شماليّ بغداد ، مركز قضاء بمحافظة صلاح الدين . بناها المُعتصم العبّاسيّ سنة 836 م واتّخذها عاصمة له ومسكنا لجنوده الأتراك وأسماها (سُرّ من رأى) . بلغت أوج ازدهارها في عهد المُتوكّل . بدأت بالانحطاط بعد أن أعاد المُعتمد العاصمة إلى بغداد سنة 892 . من آثارها قصر المُتوكّل والمنارة الملويّة وضريحا الإمامين عليّ الهادي وولده حسن العسكريّ .
10 - مزار شريف : مدينة في شمال غرب أفغانستان . في غربها مدينة بلخ التاريخيّة . ويمتد فيها النسب إلى آل البيت ، برصيدهم الذي لا ينضب في الأعماق الإسلامية . غير أن "الخبر" ذاته ليس ثابتا . إذ أن مسألة وجود جثمان الإمام عليّ في مزار شريف ، محل نظر . والثابت تاريخيا أن عليّ بن أبي طالب قتل ودفن في الكوفة بالعراق في القرن السابع الميلادي ، وضريحه قائم هناك للآن ، ويعرفه الكل باسم "العتبات المقدسة" . ولم يثبت أنه نقل إلى شمال أفغانستان . وروايتهم التاريخية في هذا الصدد تحتاج إلى تحقيق . فهم يقولون حتى في الكتب الرسمية ، أن جثمان الإمام عليّ أخفي بعد القتل خشية التمثيل به ، ثم نقل سرا فوق ناقة بيضاء ، مضت به بعيدا حتى حطت في هذا المكان . وبقي هناك زمنا ، ولكن السلطان السلجوقي سنجر (أحمد سنجر بن ملكشاه : ولد سنة 1096 م ، وتوفي سنة 1157 . آخر سلاطين سلاجقة الفرس الكبار من سنة 1118 - 1157 . خسر بلاد ما وراء النهر وأسرته قبائل الغُزّ فكانت نهاية عهده بداية الانحطاط) اكتشفه وتحقق منه ، وأمر ببناء ضريح فوقه ، تكريما وتعظيما . 
11 - المالكيّة : مدينة في البحرين . مزار للشيعة
12 - خلوة البيّاضة : موضع في جنوب لبنان قرب حاصبيّا . المقام الدينيّ الأعظم لدروز لبنان .

مؤرخين شيعة:
1 - أحمد بن أبي الرّجال : وُلد سنة 1620 ، وتوفي سنة 1681 . مؤرّخ من أهل صنعاء . ترجم لأعلام الشيعة الزيدية في "مطلع البدور ومجمع البحور" . 
2 - جمال الدين ابن عنبة : توفي سنة 1425 م . مؤرخ ونسّابة شيعي . له "عمدة الطالب في أنساب آل ابي طالب" .
3 - علي خان ابن معصوم : توفي سنة 1707 . أديب ومؤرّخ شيعي شيرازي الأصل . له "سلوة الغريب" وصف فيه رحلته من مكة إلى حيدر آباد . و "سلافة العصر في محاسن أعيان العصر" .
4 - علي بن الحسين أبو الفرج الأصبهاني : توفي سنة 967 م . من أئمة الأدب الأعلام في معرفة التاريخ واللغة . عاش ببغداد . التحق بالوزير المهلبي وتمتع بحمايته . انصرف إلى جمع التاريخ وتدوينه في كتاب "الأغاني" بأسلوب علمي دقيق ولغة أنيقة سهلة . له مصنفات كثيرة منها "مقاتل الطالبيين" .  
5 - حسن محسن الأمين : ولد سنة 1907 ، وتوفى سنة 2002 . مفكّر ومؤرّخ إسلاميّ من بلدة شقرا العامليّة في جنوب لبنان . مارس التعليم الجامعيّ والقضاء . له نحو خمسين مؤلّفا ، منها : "دائرة المعارف الإسلاميّة الشيعيّة" و "الموسوعة الإسلاميّة" .
6 - عطا الله جمال الدين : توفى سنة 1520 . مؤرّخ إيراني . له : "روضة الأحباب في سيرة النبيّ والآل والأصحاب" .
7 - محمّد باقر الخُونساريّ : ولد سنة 1811 ، وتوفي سنة 1895 . مؤرّخ شيعيّ إيرانيّ . اشتهر بكتابه "روضات الجنّات" في التراجم ، وعُرفت أُسرته من بعده باسم آل الروضانيّ .  
8 - أحمد عارف الزّين : ولد سنة 1884 ، وتوفى سنة 1960 . وُلد في صيدا . من علماء الشيعة في لبنان . صاحب مجلّة العرفان . له : "تاريخ صيدا" و "مُختصر تاريخ الشيعة" . 

كتب شيعيّة:
1 - نهج البلاغة : كتاب شهير جمعه الشريف الرضيّ من كلام عليّ بن أبي طالب . شرحه كثيرون ، منهم ابن أبي حديد ، وميثم البحرانيّ والشيخ محمد عبده
2 - مطلع البدور ومجمع البحور : أحمد ابن أبي الرّجال (عن أعلام الشيعة الزيدية) .
3- من لا يحضره الفقيه : محمد بن علي ابن بابويه (أحد كتب الشيعة الكبرى في الحديث) .
4 - عمدة الطالب في أنساب ابي طالب : جمال الدين ابن عنبة .
5 - سلافة العصر في محاسن أعيان العصر : علي خان ابن معصوم .
6 - المنتزع المختار من الغيث المدرار : عبد الله ابن مفتاح (في فقه الزيدية) .
7 - إيثار الحقّ على الخلق : أبو عبد الله محمد ابن الوزير (في فقه الزيدية) .
8 - البرهان القاطع في إثبات الصانع : أبو عبد الله محمد ابن الوزير (في فقه الزيدية) .
9 - الزينة : أحمد أبو حاتم الرازيّ (في اشتقاق الأحرف والمعاني القرآنيّة وفق الدعوة الإسماعيلية) . 
10 - أعلام النبوّة : أحمد أبو حاتم الرازيّ (وهو مناقشات بينه وبين أبي بكر الرازيّ ، وفق الدعوة الإسماعيلية) . 
11 - مقاتل الطالبيين : علي بن الحسين أبو الفرج الأصبهاني
12 - كتاب الينابيع : إسحق أبو يعقوب السّجزي أو السّجستانيّ (وفق الدعوة الإسماعيلية) .
13 - تُحفة المُستجيبين : إسحق أبو يعقوب السّجزي أو السّجستانيّ (وفق الدعوة الإسماعيلية) .
14 - البُرهان : إسحق أبو يعقوب السّجزي أو السّجستانيّ (وفق الدعوة الإسماعيلية) .
15 - إثبات النبوات : إسحق أبو يعقوب السّجزي أو السّجستانيّ (وفق الدعوة الإسماعيلية) .
16 - النجاة : الناصر أحمد بن يحيى (في الردّ على الجبريّة والقدريّة وفق الفقه الزيديّ) .
17 - الدامغ الناصر أحمد بن يحيى (في فقه الزيدية) .
18 - الردّ على الإباضيّة : الناصر أحمد بن يحيى (الإباضيّة : فرقة من الخوارج تنسب إلى عبد الله بن أباض) .
19 - تفسير : أبو مُحمّد الحسن بن عليّ الأُطروش (وفق الفقه الزيديّ) .
20 - أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين . دائرة معارف شيعية في 35 جزءا . أكملها بعده ولده السيد حسن الأمين (أصدرها باللغتين العربيّة والانكليزيّة في بيروت سنة 1972) .
21 - إبطال مذهب الدهريّين : جمال الدّين الأفغاني .
22 - دائرة المعارف الإسلاميّة الشيعيّة : حسن محسن الأمين .
23 - الموسوعة الإسلاميّة  : حسن محسن الأمين .
24 - مفتاح الكرامة : الأمين العاملي (في الفقه الشيعي) .
25 - الهدى إلى دين المصطفى : مُحمّد جواد البلاغيّ (في الفقه الشيعي) .
26 - التوحيد والتثليث : مُحمّد جواد البلاغيّ (في الفقه الشيعي) .
27 - جواهر الأخبار : سراج الدين محمد بهران (وفق الفقه الزيديّ) .
28 - بهجة الجمال ومحجة الكمال : سراج الدين محمد بهران (وفق الفقه الزيديّ) .
29 - مجالس المؤمنين : نور الله التُّستريّ (في الفقه الشيعي) .
30 - إحقاق الحقّنور الله التُّستريّ (في الفقه الشيعي) .
31 - روضة الأحباب في سيرة النبيّ والآل والأصحاب : عطا الله جمال الدين (تاريخ) .
32 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام : محمّد حسن باقر الجواهريّ (في الفقه الشيعيّ الجعفريّ) .
33 - أمل الآمل : محمّد الحُرّ العامليّ (في الفقه الشيعيّ الجعفريّ) .
34 - الوسائل : محمّد الحُرّ العامليّ (في الحديث) .
35 - شرائع الإسلام : جعفر بن الحسن الحلّي (في الفقه الشيعيّ الجعفريّ) .
36 - تبصرة المتعلّمين في أحكام الدين : الحسن بن يوسف الحلّي (في الفقه الشيعيّ الجعفريّ) .
37 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب : الحسن بن يوسف الحلّي (في الفقه الشيعيّ الجعفريّ) .
38 - مبادئ الوصول إلى علم الأصول : الحسن بن يوسف الحلّي (في الفقه الشيعيّ الجعفريّ) .
39 - القواعد والمقاصد : الحسن بن يوسف الحلّي (في المنطق والطبيعيّات والإلهيّات) .
40 - منهاج الهداية : الحسن بن يوسف الحلّي (في علم الكلام) .
41 - النُّقط والدوائر : حمزة بن عليّ والبعض ينسبه لبهاء الدّين عليّ السّمّوقيّ (من كتب الدروز الدينيّة) . بذيله نبذة من شرح البيان في ذكر الطائفة ومجرى الزمان ، والرسالة الموسومة ببدء الزمان ، والرسالة الموسومة بكشف الحقائق .
42 - الكفاية : كاظم الخُراسانيّ (في الفقه الشيعيّ) .
43 - الهداية الكبرى : حُسين بن حمدان الخُصيبي (في الفقه النصيري العلويّ) .
44 - أسماء الأئمة : حُسين بن حمدان الخُصيبي (في الفقه النصيري العلويّ) .
45 - الإخوان : حُسين بن حمدان الخُصيبي (في الفقه النصيري العلويّ) .
46 - المائدة : حُسين بن حمدان الخُصيبي (في الفقه النصيري العلويّ) .
47 - راست باش ( كن مستقيما ) : حُسين بن حمدان الخُصيبي (في الفقه النصيري العلويّ) .
48 - روضات الجنّات : محمّد باقر الخُونساري (في التراجم) .
49 - القبسات : محمد باقر الداماد (في الفقه الشيعيّ) .
50 - الإيقاظات : محمد باقر الداماد (في الفقه الشيعيّ) .
51 - مُختصر تاريخ الشيعة : أحمد عارف الزّين (تاريخ) .
52 - رسالة السفر إلى السادة في الدعوة لطاعة وليّ الحقّ : بهاء الدّين عليّ السّمّوقيّ (في الدعوة الدرزيّة) .
53 - اللمعة الدمشقيّة : مُحمّد بن مكي ( الشهيد الأول ) (في الفقه الشيعيّ) .
54 - الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقيّة : زين الدّين بن عليّ (الشهيد الثاني) (في الفقه الشيعيّ) . 
55 - الحكمة المتعالية في المسائل الربوبيّة أو الأسفار الأربعة في الحكمة : الملاّ صدر الدّين الشّيرازيّ (في الفقه الشيعيّ) .
56 - أسرار الآياتالملاّ صدر الدّين الشّيرازيّ (في الفقه الشيعيّ) .
57 - شرح أصول السكاكيّ : الملاّ صدر الدّين الشّيرازيّ (في الفقه الشيعيّ) .
58 - نهاية الدراية : السّيّد حسن الصّدر (في الفقه الشيعيّ) .
59 - الشيعة وفنون الإسلام : السّيّد حسن الصّدر (في الفقه الشيعيّ) .
60 - التحفة الزاهرة : مُحمّد بن عليّ الصُّوريّ (وفق الدعوة الإسماعيلية) .
61 - نفحات الأئمة : مُحمّد بن عليّ الصُّوريّ  (وفق الدعوة الإسماعيلية) .
62 - البرهان القاطع في شرح المختصر النافع : عليّ بن محمّد رضا الطّباطبائيّ (في الفقه الشيعيّ) .
63 - مجمع البيان في تفسير القرآن : أبو عليّ الطّبرسيّ (من أشهر التفاسير عند الشيعة) .
64 - مجمع البحرين ومطلع النهرين : فخر الدّين الطُّريحيّ (في تفسير غريب القرآن والحديث) .
65 - المنتخب في جمع المراثي والخطب : فخر الدّين الطُّريحيّ .
66 - الذّريعة إلى تصانيف الشيعة : آغا بزرك الطهرانيّ .
67 - طبقات أعلام الشيعة : آغا بزرك الطهرانيّ .
68 - الاستبصار فيما اختلف فيه من أخبار : أبو جعفر مُحمّد الطُّوسي (من كتب الحديث الأربعة الكبرى عند الشيعة) .
69 - التهذيب : أبو جعفر مُحمّد الطُّوسي (من كتب الحديث الأربعة الكبرى عند الشيعة) .
70 - أصل الشيعة وأصولها : محمد الحسين كاشف الغطاء .
71 - الدين والإسلام : محمد الحسين كاشف الغطاء .
72 - راحة العقل : حميد الدين الكرمانيّ (ضمّنه نظرة فلسفيّة على الدعوة الإسماعيليّة) .  
73 - الكافي : مُحمّد الكُليني (أحد كتب الشيعة الكبرى في الحديث) .  
74 - بحار الأنوار : مُحمّد باقر المجلسيّ (فيه مباحث دينيّة وعلميّة) . 
75 - الأزهار في فقه الأئمة الأخيار : أحمد بن يحيى المهديّ لدين الله (وفق الفقه الزيديّ) .
76 - نكت الفرائدأحمد بن يحيى المهديّ لدين الله (وفق الفقه الزيديّ) .
77 - القلائدأحمد بن يحيى المهديّ لدين الله ( وفق الفقه الزيديّ) .
78 - القسطاس : أحمد بن يحيى المهديّ لدين الله (في المنطق) . 
79 - المُرشد إلى أدب الإسماعيليّة : المُؤيّد في الدين (أبو نصر هبة الله) (وفق الدعوة الإسماعيلية) . 
80 - المجالس المؤيّديّة : المُؤيّد في الدين (أبو نصر هبة الله) (وفق الدعوة الإسماعيلية.
81 - شرح نهج البلاغة : ميثم البحرانيّ (كمال الدّين) .
82 - جامع الحكمتين : ناصر خُسرو (وفق الدعوة الإسماعيلية
83 - فرق الشيعة : الحسن بن موسى نوبخت .
84 - الجامع : يحيى بن الحُسين ( الهادي ) (وفق الفقه الزيديّ) .
85 - الأمالي : يحيى بن الحُسين (الهادي) (وفق الفقه الزيديّ) .
86 - الردّ على المجبرة والقدريّة : يحيى بن الحُسين (الهادي) (وفق الفقه الزيديّ) .
87 - الطراز المتضمّن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز : يحيى بن حمزة (المؤيّد) (وفق الفقه الزيديّ) . 

شخصيات شيعية: 
1 - إبراهيم بن عبد الله : توفي سنة 763 م . أخو محمد النفس الزّكيّة . دعا إلى مبايعة أخيه وثار على المنصور العبّاسي واستولى على البصرة والأهواز . قتل بعد مقتل أخيه .  
2 - عبد الله ابن عبّاس : توفي سنة 687 م . ابن عمّ النبي . لُقّب "حبر الأمة" ، حضر صفّين مع عليّ . روى الكثير من حديث الرسول .
3 - أبو سلمة الخلاّل : توفي سنة 750 م . داعية وقائد عباسي . وزير السفاح . اغتيل بسبب ميله إلى العلويين .
4 - عائلة الأسعد : أسرة شيعية من أسر جبل عامل . منها أحمد : ولد سنة 1908 ، وتوفى سنة 1961 . رئيس مجلس النواب عدّة مرّات .
5 - مالك بن الحارث (الأشتر النّخعي) : توفى سنة 657 م . أمير وقائد شجاع من أنصار علي بن أبي طالب .
6 - أُجايتو خدابنده : توفى سنة 1316 م . ثامن ملوك الدولة الإيلخانية في فارس ، ابن أرغون . خلف أخاه غازان سنة 1304 ، فرض المذهب الشيعي ، استنجد بالغرب في محاربة المماليك . كان وزيره الطبيب رشيد الدين . خلفه ابنه أبو سعيد .
7 - جارية بن قُدامة السعديّ : توفى سنة 663 م . صحابيّ نزل البصرة . كان من أخلص أنصار عليّ .
8 - حُجر بن عديّ : توفى سنة 671 م . صحابيّ من أنصار عليّ . قتله معاوية .
9 - بنو حرفوش : أمراء من الشيعة حكموا بلاد بعلبكّ (لبنان) في العهد العثمانيّ . حالفوا الأمير فخر الدين الثاني .
10 - الحُسين الطالبيّ : توفى سنة 786 م . هو المعروف بصاحب فخّ . ثار على الهادي العبّاسيّ فقُتل مع صحبه في معركة فخّ (موضع قرب مكّة ، عنده حدثت موقعة قضى فيها جنود الهادي العبّاسيّ على الحُسين الطالبيّ سنة 786 . فرّ بعدها إدريس بن عبد الله إلى المغرب حيث أسّس الدولة الإدريسيّة) .   
11 - دندش : قبيلة من الشيعة في لبنان يقطنون الهرمل
12 - علي شريعتي : ولد سنة 1933 ، وتوفى سنة 1977 . فيلسوف إيرانيّ . جدّد الشيعيّة .
13 - عبد الله بن جعفر : توفى سنة 700 م . صحابيّ وُلد في الحبشة . ابن أخي عليّ . لُقّب ببحر الجود لكرمه .
14 - عبد الله بن الحسن : توفى سنة 762 م . تابعيّ من أهل المدينة . شيخ الهاشميّين في عصره . أبو مُحمّد النفس الزكيّة . حبسه المنصور العبّاسيّ من أجل ابنيه مُحمّد وإبراهيم ، ونقله إلى الكوفة فمات سجينا فيها .
15 - عبد الله بن مُعاوية الطّالبيّ : توفى سنة 746 م . من شجعان الطالبيّين وأجوادهم وشعرائهم . طلب الخلافة في آخر دولة بني أميّة بالكوفة . قتله أبو مسلم الخراسانيّ .
16 - عديّ بن حاتم : توفى سنة 687 م . صحابيّ . كان رئيس طّيئ في الجاهلية والإسلام . شهد الجمل وصفّين والنهروان مع عليّ . عاش طويلا ومات بالكوفة . هو ابن حاتم الطائيّ الذي يضرب بجوده المثل .
17 - عُروة بن زيد الخيل : توفى سنة 657 م . شاعر من قوّاد الفتوح . فتح الريّ سنة 642 . شهد صفّين مع عليّ
18 - عقيل بن أبي طالب : توفى سنة 680 م . صحابيّ ، عالم بالأنساب . أخو عليّ .
19 - عمّار بن ياسر : توفى سنة 657 م . صحابيّ من المُسلمين الأوائل . أبوه ياسر وأمّه سُميّة أول شهيدين في الإسلام . شهد المشاهد مع النبيّ . قُتل في صفّين بجانب عليّ
20 - زينب فوّاز : ولدت سنة 1860 ، وتوفيت سنة 1914 . أديبة لبنانية من جبل عامل . لها : "الدرّ المنثور في طبقات ربّات الخدور" و "الرسائل الزينبيّة" .  
21 - المُختار الثّقفيّ : توفى سنة 687 م . من زعماء الثائرين على الأمويّين . ثار في الكوفة طلبا بثأر الحُسين . انتصر قائده إبراهيم بن مالك الأشتر في معركة الخازر . قضى عليه مُصعب بن الزُّبير بعد حصاره في الكوفة .  
22 - مُسلم بن عقيل : توفى سنة 680 م . ابن عمّ الحُسين بن عليّ . انتصر عليه عُبيد الله بن زياد حاكم الكوفة وقتله . 
23 - عبّاس المُوسوي : توفى سنة 1735 . رحّالة من أهل مكّة . له : "نُزهة الجليس ومُنبة الأديب الأنيس" في وصف رحلاته بأسلوب أدبيّ .   
24 - السيدة نفيسة : عالمّة بالتفسير من سلالة عليّ ، وُلدت بمكّة وتوفيت بالقاهرة سنة 824 م . صاحبة المشهد المعروف باسمها في مصر .  
25 - نوبخت : أسرة شيعيّة بغداديّة فارسيّة الأصل . أنجبت عددا من المتكلّمين والنقلة والفلكيّين . 

فقهاء الشيعة: 
1 - محمد بن عليّ ابن بابويه : توفي سنة 991 م . عالم شيعيّ ، أصله من قُمّ وتوفي بالري . أشهر آثاره "من لا يحضره الفقيه" وهو أحد كتب الشيعة الكبرى في الحديث . 
2 - عبد الله ابن مفتاح : توفي سنة 1472 م . فقيه زيدي يمني . له "المنتزع المختار من الغيث المدرار" في فقه الزيدية .  
3 - أبو عبد الله محمد ابن الوزير : توفي سنة 1436 م . فقيه زيدي يمني . من تصانيفه "إيثار الحقّ على الخلق" ، "البرهان القاطع في إثبات الصانع" .
4 - أحمد أبو حاتم الرازيّ : توفي سنة 934 م . من كبار دُعاة الإسماعيلية . دعا للمهدي عُبيد الله الفاطمي في إيران وآذربيجان . أهمّ كتبه "الزينة" في اشتقاق الأحرف والمعاني القرآنيّة ، و"أعلام النبوّة" وهو مناقشات بينه وبين أبي بكر الرازيّ .
5 - الناصر بن الحُسين أبو الفتح الدّيلمي : توفي سنة 1052 م . إمام زيديّ ، مفسّر وقائد . وُلد في بلاد الدّيلم شماليّ إيران . دخل اليمن ودعا إلى نفسه . احتلّ صعدة وصنعاء وبايعته القبائل الزيديّة نحو 1039 . قتله عليّ الصُّليحيّ ، وانتقل الحكم إلى الصُّليحيّين . له كتاب في التفسير .    
6 - إسحق أبو يعقوب السّجزي أو السّجستانيّ : توفى بعد 971 م . متكلّم من أشهر دعاة الإسماعيليّة في العهد الفاطميّ . قُتل في سبيل عقيدته . من أشهر آثاره : "كتاب الينابيع" ، "تُحفة المُستجيبين" ، "البُرهان" ، "إثبات النبوات" . 
7 - أبو مُحمّد الحسن بن عليّ الأُطروش : توفى سنة 917 م . من أئمة الشيعة الزيديّة العلويّة وثالث ملوكها بطبرستان ، لقّب بالناصر الكبير . نشر الإسلام بين الديلم على شواطئ بحر قزوين ، واستعاد طبرستان سنة 917 . له كتاب : "تفسير" .
8 - جمال الدّين الأفغاني : ولد سنة 1838 ، وتوفى سنة 1897 . فيلسوف الإسلام في عصره . نشأ في كابل ، جال في الشرق والغرب . دعا إلى الوحدة الإسلامية . له : "إبطال مذهب الدهريّين" . أصدر ومُحمّد عبده مجلّة "العُروة الوُثقى" في باريس سنة 1884 .  
9 - السيّد محسن الأمين : ولد سنة 1865 ، وتوفى سنة 1952 . عالم شيعي لبناني وُلد في شقرا بجبل عامل . أشهر آثاره "أعيان الشيعة" .
10 - الأمين العاملي : ولد سنة 1751 ، وتوفى سنة 1811 . عالم شيعي لبناني . وُلد في شقرا . اشتهر بكتابه "مفتاح الكرامة" في الفقه .
11 - مُحمّد جواد البلاغيّ : ولد سنة 1864 ، وتوفى سنة 1933 . من علماء النجف بالعراق . من كتبه : "الهدى إلى دين المصطفى" ، "التوحيد والتثليث" .
12 - سراج الدين محمد بهران : توفى سنة 1550 . فقيه زيدي من الكبار . من أهل صعدة باليمن . له مؤلّفات كثيرة منها "جواهر الأخبار" و "بهجة الجمال ومحجة الكمال" .
13 - نور الله التُّستريّ : توفى سنة 1610 . مجتهد من علماء الإماميّة . رحل إلى الهند في عهد أكبر . (ولد سنة 1542 ، وتوفى سنة 1605 . ابن هُمايون وسليل تيمورلنك . أعظم أباطرة المغول المسلمين في الهند . ملك سنة 1556 . وسّع حدود الدولة وأصلح الادارة وفتح بلاطه في أغره للعلماء والفنّانين والأُدباء وترك إمبراطورية قوية تسود فيها العدالة والمساواة بين الهندوس والمسلمين . سعى عبثا إلى توحيد الأديان في دين سمّاه "دين إلهي" وضع أُسسه بمساعدة الأخوين أبي الفضل وفيضي ، خلفه ابنه جهانكير) فولاّه القضاء . اتُهم بالتشيّع في عهد جهانكير وقتل . من كتبه : "مجالس المؤمنين" و "إحقاق الحقّ" .
14 - محمّد حسن باقر الجواهريّ : توفى سنة 1849 . مرجع الشيعة في عصره . توفي في النجف . اشتهر بكتابه : "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام" . كتابه من أعظم مراجع الفقه الشيعيّ الجعفريّ . عُرفت أسرته من بعده بآل الجواهريّ .
15 - محمّد الحُرّ العامليّ : توفى سنة 1692 . فقيه شيعيّ لبنانيّ . وُلد في مشغرة . واشتهر في إيران . من مؤلفاته : "أمل الآمل" وكتاب : "الوسائل" في الحديث .
16 - جعفر بن الحسن الحلّي : توفى سنة 1277 م . فقيه الشيعة في عصره . اشتهر بلقب المُحقّق . من آثاره : "شرائع الإسلام" .
17 - الحسن بن يوسف الحلّي : توفى سنة 1325 م . فقيه الشيعة في عصره ويُعرف بالعلاّمة وبابن المطهّر . له تصانيف كثيرة في الفقه والأصول والكلام والتفسير والحديث ، منها : "تبصرة المتعلّمين في أحكام الدين" و"منتهى المطلب في تحقيق المذهب" و"مبادئ الوصول إلى علم الأصول" و"القواعد والمقاصد" في المنطق والطبيعيّات والإلهيّات ، و"منهاج الهداية" في علم الكلام . 
18 - عليّ خامنئي : فقيه وسياسيّ إيرانيّ . وُلد سنة 1940 . رئيس الجمهوريّة سنة 1981 - 1989 . مرشد الثورة بعد وفاة الخُميني .
19 - كاظم الخُراسانيّ : ولد سنة 1839 ، وتوفى سنة 1911 . فقيه من مجتهدي الإماميّة . وُلد في مشهد وتوفي بالنجف . مرجع الشيعة في عصره . أشهر آثاره "الكفاية" في الفقه .
20 - روح الله الخُمينيّ : ولد سنة 1902 ، وتوفى سنة 1989 . فقيه إيرانيّ . إمام مدينة قُمّ . قاد الثورة من منفاه ضدّ الشاه . عاد إلى إيران وأعلن جمهوريّة إيران الإسلاميّة سنة 1979 
21 - أبو القاسم الخوئي : ولد سنة 1899 ، وتوفى سنة 1992 . فقيه من سلالة النبيّ محمّد ، عربيّ الأصل ، وُلد في مدينة خوي الآذريّة . انتقل إلى العراق واستقرّ فيها حتى وفاته . درّس في حوزة النجف الدينيّة لأكثر من 70 عاما ، ووضع أكثر من 90 كتابا في الفقه والأصول والتفسير والرجال والحديث . أضحى آية الله العظمى والمرجع الدينيّ الأعلى للشيعة في العالم . دعا إلى ولاية الأمّة على نفسها في إدارة الحكم ، والفصل بين الدين والسياسة .
22 - محمد باقر الداماد : توفى سنة 1631 . عالم وفيلسوف شيعيّ . من مؤلّفاته "القبسات" و"الإيقاظات" .
23 - موسى بن أمين شرارة : ولد سنة 1851 ، وتوفى سنة 1887 . فقيه شيعيّ لبنانيّ . أنشأ في بنت جبيل مدرسة مشهورة . 
24 - محمّد مهدي شمس الدين : ولد سنة 1936 ، وتوفى سنة 2001 . إمامٌ وفقيه وخطيب ومدرّس . وُلد في النجف بالعراق . ساهم في تأسيس كلّيّة الفقه بالنجف . أنشأ "الجمعية الثقافيّة" . رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى في لبنان سنة 1994 .
25 - مُحمّد بن مكي (الشهيد الأوّل) : توفى سنة 1384 م . فقيه شيعيّ لبنانيّ . وُلد في جزّين ، درس في جبل عامل ثم في العراق . مات سجينا في دمشق بسبب تشيّعه . أشهر مؤلّفاته : "اللمعة الدمشقيّة" . في الفقه .
26 - زين الدّين بن عليّ (الشهيد الثاني) : توفى سنة 1559 . عالم بالحديث شيعيّ لبنانيّ . وُلد في جبع . قُتل بسبب تشيُّعه . أشهر مؤلّفاته : "الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقيّة" . 
27 - محمّد الحسينيّ الشيرازيّ : مرجع شيعيّ كبير . توفّي سنة 2001 عن نحو 75 عاما . يُعرف مريدوه بـ "الشيرازييّن" . له أكثر من 1200 كتاب ، وموسوعات في تفسير القرآن .
28 - الملاّ صدر الدّين الشّيرازيّ : توفى سنة 1640 . فيلسوف شيعيّ من القائلين بوحدة الوجود . وُلد في شيراز وتعلّم في أصبهان . من كتبه : "الحكمة المتعالية في المسائل الربوبيّة" أو "الأسفار الأربعة في الحكمة" عالج فيه بطريقة فلسفيّة مبتكرة مشاكل الكون العظمى ، وله : "أسرار الآيات" و"شرح أصول السكاكيّ" .
29 - السّيّد حسن الصّدر : ولد سنة 1855 ، وتوفى سنة 1935 . أديب وفقيه وباحث إماميّ عراقيّ . وُلد في الكاظميّة ، وتوفي ببغداد . كان يعيش زاهدا متقشّفا . من تلاميذه آغا بزرك الطهرانيّ . من كتبه : "نهاية الدراية" و"الشيعة وفنون الإسلام" . 
30 - مهدي بحر العلوم الطّباطبائيّ : توفى سنة 1797 . فقيه وشاعر . وُلد في كربلاء وتوفّي في النجف . مرجع الشيعة في عصره . إليه ينتسب آل بحر العلوم .
31 - عليّ بن محمّد رضا الطّباطبائيّ : ولد سنة 1809 ، وتوفى سنة 1882 . من علماء الشيعة . عاش بالنجف . من كتبه : "البرهان القاطع في شرح المختصر النافع" .
32 - أبو عليّ الطّبرسيّ : توفى سنة 1153 م . مفسّر كبير . له : "مجمع البيان في تفسير القرآن" من أشهر التفاسير عند الشيعة .
33 - فخر الدّين الطُّريحيّ : توفى سنة 1674 . لغويّ وشاعر من علماء الإماميّة . من أهل النجف . من كتبه : "مجمع البحرين ومطلع النهرين" في تفسير غريب القرآن والحديث ، و "المنتخب في جمع المراثي والخطب" .
34 - آغا بزرك الطهرانيّ : ولد سنة 1876 ، وتوفى سنة 1970 . عالم شيعيّ . أشهر مصنّفاته : "الذّريعة إلى تصانيف الشيعة" و"طبقات أعلام الشيعة" .
35 - أبو جعفر مُحمّد الطُّوسي : توفى سنة 1067 م . فقيه الشيعة في عصره ببغداد . مؤسّس جامعة النّجف . من آثاره : "الاستبصار فيما اختلف فيه من أخبار" و"التهذيب" وهما من كتب الحديث الأربعة الكبرى عند الشيعة .
36 - محمد الحسين كاشف الغطاء : ولد سنة 1877 ، وتوفى سنة 1954 . أديب عراقيّ من فقهاء الشيعة . من مؤلّفاته : "أصل الشيعة وأصولها" و"الدين والإسلام" .
37 - مُحمّد الكُليني : توفى سنة 941 م . محدّث شيعيّ بغداديّ . أشهر كتبه : "الكافي" ، وهو أحد كتب الشيعة الكبرى في الحديث .    
38 - مُحمّد باقر المجلسيّ : ولد سنة 1627 ، وتوفى سنة 1700 . شيخ الإسلام في أصفهان . على يده تمّت غلبة التشيّع على التصوّف في إيران . اشتهر بكتابه : "بحار الأنوار" فيه مباحث دينيّة وعلميّة .
39 - المهديّ لدين الله (أحمد بن يحيى) : توفى سنة 1437 م . من أئمة الزيديّة باليمن . وُلد في ذمار . عالم بالدين والأدب . بويع بالإمامة بعد موت الناصر محمّد بن عليّ سنة 1391 . فنشبت فتنة وسجنه المنصور عليّ بن الناصر . وخرج من السجن فاعتزل وانصرف إلى التصنيف . من كتبه : "الأزهار في فقه الأئمة الأخيار" و"نكت الفرائد" و"القلائد" ، و"القسطاس" في المنطق .
40 - ميثم البحرانيّ (كمال الدّين) : توفى بعد 1282 م . عالم بالأدب والكلام من أهل البحرين . من كتبه : "شرح نهج البلاغة" .
41 - عبد الله نعمة : توفى سنة 1905 . فقيه الشيعة بلبنان في عصره . وُلد وتوفي في جباع (قضاء النبطية) . أنشأ مدرسة في بلدته . 
42 - الحسن بن موسى نوبخت : توفى سنة 922 م . متكلّم وفلكيّ . من كتبه : "فرق الشيعة" .
43 - يحيى بن حمزة (المؤيّد) : توفى سنة 1344 م . من أئمّة الزيديّة وعلمائهم في اليمن . له مصنّفات عديدة منها : "الطراز المتضمّن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز" .

شعراء الشيعة: 
1 - أبو الأسود الدُؤلي : وُلد سنة 605 م وتوفي سنة 688 . شاعر من أنصار عليّ بن أبي طالب . إليه ينسب "أصول النحو العربي" .
2 - كاظم الأُزريّ : ولد سنة 1730 م ، وتوفى سنة 1796 . شاعر بغدادي ، يُقال له شاعر أهل البيت . له ملحمة في الإمام عليّ عُرفت باسم الأُزريّة ، و"ديوان" أكثره مدائح في أهل البيت
3 - دعبل : ولد سنة 765 م ، وتوفى سنة 860 . شاعر هجّاء كُوفيّ الأصل . سكن بغداد . تخرّج على مُسلم بن الوليد . اتّصل بالرشيد . هجا العبّاسيّين أرى امية معذورين إن قتلوا       ولا أرى لبني العبّاس من عذر
كان يتشيّع للعلويّين . له : "كتاب الشعراء" .
4 - عبد السلام ديك الجنّ : ولد سنة 777 م ، وتوفى سنة 849 . شاعر سوريّ من أهل حمص . من الشعراء المجيدين . رثى الحسين . عُرف بمجونه .
5 - علي بن إسحق الزاهي : توفى سنة 963 م . شاعر من أهل بغداد . أكثر شعره في آل البيت النبويّ . مدح سيف الدولة والوزير المهلبيّ .
6 - إسماعيل بن مُحمّد (السيّد الحميري) : ولد سنة 723 م ، وتوفى سنة 789 . شاعر شيعيّ شهير . نشأ بالبصرة وتوفيّ بواسط . من طبقة بشّار وأبي العتاهية . مدح المنصور والمهدي .
7 - محمّد بن الحسين (الشّريف الرضيّ) : ولد سنة 970 م ، وتوفى سنة 1016 . من كبار الشعراء . وُلد وتوفّي ببغداد . نقيب الأشراف الطالبيّين . له  : "ديوان" تغلب فيه القوّة والعذوبة والنفس البدويّة والجزالة ، أشهر شعره "الحجازيّات" و"الإخوانيّات" . جمع "نهج البلاغة" وله "المجازات النبويّة" .
8 - عليّ بن الحُسين (الشريف المُرتضى) : ولد سنة 966 م ، وتوفى سنة 1044 . أديب متكلّم من أهل بغداد . شقيق السابق . نقيب الطالبيّين . شاعر مُجيد ومؤلّف مُكثر ، من آثاره : "الغُرر والدُّرر" أو "الأمالي" .
9 - بهاء الدين مُحمّد العامليّ : توفى سنة 1622 م . عالم إماميّ من الشعراء يعرف بالبهائيّ . وُلد في بعلبك وتوفي بأصفهان . أصله من جبل عامل . له مؤلّفات بالعربيّة والفارسيّة منها : "الكشكول" و"المخلاة" وهما من كتب الأدب المرسلة ، و"أسرار البلاغة" ، و"تشريح الأفلاك" و"خلاصة الحساب" . تعتبر كتبه في الرياضيّات والفلك من المراجع الهامّة في عصره .  
10 - الكُميت الأسدي : ولد سنة 680 م ، وتوفى سنة 744 . شاعر من أهل الكوفة . مدح بني هاشم وعُرف بشاعر الهاشميّين . له ديوان : "الهاشميّات" .
11 - الناشئ الأصغر (عليّ) : ولد سنة 884 م ، وتوفى سنة 975 . من شعراء الشيعة . عاش في بغداد . مدح أهل البيت . من الشعراء المُجيدين .    
12 - ناصر خُسرو : ولد سنة 1003 م ، وتوفى سنة 1088 . شاعر فارسيّ من كبار شعراء الفرس ، إسماعيليّ المذهب ، وُلد في بلخ . حجّ إلى مكّة وزار البلاد العربيّة ، دوّن أخبار رحلته في كتاب مشهور : "سفر نامه" . وله : "ديوان" و"جامع الحكمتين" و"زاد المسافرين" في الفلسفة .   

شخصيات تاريخية: 
1 - أبو سعيد : آخر أمراء المغول الإيلخانيين في فارس 1316 - 1335 م . خلف أباه أُلجايتو . ألغى المذهب الشيعيّ وأعلن السُّنّة مذهبا رسميا . قتل الوزير رشيد الدين .
2 - بنو الأغلب : هم سلالة الأغالبة التي حكمت في إفريقية 800 - 909 م . كانت عاصمتها القيروان . أسّسها إبراهيم الأول  ابن الأغلب عامل هارون الرشيد . من ملوكها إبراهيم الثاني الذي احتلّ صقلّية ، وآخرهم زيادة الله الثالث . قضى عليهم أبو عبد الله الشيعي داعي الفاطميين . كان لهم أُسطول عظيم واشتهروا بآثارهم العمرانية . 
3 - بُسر بن أبي أرطأة : توفى نحو 705 م . قائد من أنصار معاوية . قتل الكثير من شيعة عليّ وآل البيت
4 - حسّان بن مالك : توفى سنة 685 م . أمير بادية الشام . من قادة معاوية يوم صفّين .
5 - زياد بن أبيه : توفى سنة 673 م . أمير من القادة الفاتحين . يكتنف الغموض نسبه . ناصر عليّا . استدعاه معاوية بعد وفاة عليّ وألحقه بنسبه وولاّه الكوفة والبصرة . اشتهر بالخطابة والكرم وحسن الإدارة .
6 - الضحّاك بن قيس الفهري : توفى سنة 684 م . زعيم قبائل قيس عيلان ومن أنصار مُعاوية . والي الكوفة . آزر عبد الله بن الزُّبير . قُتل في معركة مرج راهط .
7 - عبد الله بن الزُّبير : ولد سنة 622 م ، وتوفى سنة 692 . ابن الزُّبير بن العوّام وأسماء كُبرى بنات أبي بكر وأخت عائشة زوج النبي . اشترك في الفتوحات . حارب إلى جانب عائشة في معركة الجمل . ثار على ولاة الأمويّين في الحجاز وأعلن نفسه خليفة بعد موت يزيد بن معاوية ، وجعل قاعدة ملكه المدينة . وكانت له وقائع هائلة مع الأمويّين ، ودام حكمه تسع سنوات إلى أن قضى عليه الحجّاج الثقفيّ في مكّة .
8 - عبد الله بن عامر : توفى نحو سنة 679 م . أمير فاتح من الولاة . وُلد بمكة . ولي البصرة في أيّام عثمان . اشترك في فتوح فارس . شهد وقعة الجمل مع عائشة . ولاّه معاوية البصرة ثانية ، ثم صرفه عنها بعد ثلاث سنوات .
9 - عُبيد الله بن زياد بن أبيه : توفى سنة 686 م . عامل الأمويّين في العراق . قتل مُسلم بن عقيل ، وقضى على الحُسين في معركة كربلاء سنة 680 . قتله إبراهيم بن الأشتر قائد المُختار الثقفيّ في معركة الخازر
10 - عُمر بن سعد بن أبي وقّاص : توفى سنة 686 م . قائد جيش يزيد الأول . قتل الحسين في كربلاء . قُتل في الكوفة .
11 - فخر المُلك : توفى سنة 1106 م . هو ابن نظام الملك . حكم خُراسان . قتله الحشّاشون .
12 - القادر بالله : الخليفة العبّاسيّ الخامس والعشرون 991 - 1031 م . لم يكن أبوه خليفة . أعلنه بهاء الدّولة البُويهيّ بعد خلع الطائع . طالت أيامه . هو من علماء الخلفاء . صنّف كتابا في "الأصول" . 
13 - أبو إسحق كعب الأحبار : توفى سنة 652 م . تابعيّ من أقدم رواة الحديث . يمنيّ الأصل . قرّبه معاوية . توفي في حمص
14 - كلب بن وبرة : بطن من قُضاعة من القحطانيّة . ناصروا الأمويّين . منهم ميسون زوجة مُعاوية
15 - ميسون بنت بحدل : توفيت نحو سنة 700 م . زوجة مُعاوية وأمّ يزيد الأول . كانت مسيحيّة كلبيّة
16 - قيس بن عمرو النّجاشي : توفى نحو سنة 669 م . شاعر يمنيّ هجّاء . أصله من نجران . استقرّ في الكوفة وهجا أهلها . أدمن المسكر فطرده عليّ فلجأ إلى معاوية .
17 - نظام المُلك : ولد سنة 1018 م ، وتوفى سنة 1092 . أشهر وزراء السلاجقة . وزير ألب أرسلان وابنه ملكشاه . تفرّد بالحكم . أنشأ "نظاميّة" نيسابور وبغداد سنة 1065 . أقرّ الأمن في العراق وفارس . اغتاله الإسماعيليّون . له "سياستنامه" .
18 - هند بنت عُتبة : توفيت سنة 635 م . صحابيّة . زوجة أبي سُفيان وأمّ مُعاوية .
19 - هولاكو : ولد نحو سنة 1217 م ، وتوفى سنة 1265 . فاتح مُغوليّ ومؤسّس دولة المُغول الإيلخانيّة في إيران سنة 1251 . حفيد جنكيز خان . قطع نهر أمودريا وأخضع أمراء الفرس والإسماعيليّة في آلموت سنة 1256 . قضى على الخلافة العبّاسيّة في بغداد سنة 1258 واحتلّ سورية . عاد إلى إيران بعد موت أخيه منكو . هاجم المسلمون جيشه في عين جالوت وأبادوه سنة 1260 . خلفه ابنه أباقا .
  
آراء بعض المفكرين والمثقفين في الخلاف بين عليّ ومعاوية:
- علمنا التاريخ ، وطبائع البشر أنه لا شيء يجمع بين الناس إلا المنافع ، فإذا تناقضت المنافع بين قلبين استحال عليهما أن يجتمعا لمجرد قرابة في الجنسية ، أو وحدة في الدين . وأن أبلغ مثال على ذلك هو انشقاق المسلمين على أنفسهم في خلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب مما هو مشهور ومأثور . 
( أحمد لطفي السيد - كتاب : قصة حياتي )    

- على أننا لسنا في حاجة يوما من الأيام أن ندعو الناس إلى خطة معاوية . فهي جزء من طبائع الناس عامة . إنما نحن في حاجة لأن ندعوهم إلى خطة عليّ ، فهي التي تحتاج إلى ارتفاع نفسي يجهد الكثيرين أن ينالوه .
وإذا احتاج جيل لأن يدعي إلى خطة معاوية ، فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجه العموم . فروح "مكيافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل مكيافيلي بقرون ، هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل ، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها ! لأنها روح "النفعية" التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات !
وبعد فلست "شيعيا" لأقرر هذا الذي أقول . إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي الخلقي ، ولن يحتاج الانسان أن يكون شيعيا لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن "الوصولية" الهابطة المتدنية ، ولينتصر لعليّ على معاوية وعمرو . إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة .
( سيد قطب - كتاب : كتب وشخصيات )

ملاحظات:
1 - قبر ابينا آدم فقد سمعت به في النجف بل هو هناك وقل من يعرف ذلك من غير أهل الشيعة الذين يزورون المشهد أي مقام الامام عليّ . فهم أي الزوار ، عندما يقفون تحت القبة المباركة أمام ضريح الامام ، يسلمون قائلين : "السلام عليك يا عليّ وعلى ضجيعيك آدم ونوح". ابونا آدم مدفون اذن مع عليّ في النجف ، وبين النجف وجدة حيث قبر أمنا حواء ما يزيد على السبعمئة ميلا . لا بأس بالأساطير اذا كانت تنير . اللهم لا تشتت هذه الامة العربية وان كثرت ذنوبها كما شتت العائلة البشرية الاولى .


                                                                                                                              خالد عبد الهادي